كان القمر يعبر عن جمال البحر عند هدوئه ولكن صخب حديثهم أزال للهدوء معناه وزاد من جمال المنظر ...
بعد ان غيرو ثيابهم المبللة التمو حول النار يتبادلون اطراف الحديث وذهبت كبيرات العائلات الى الفيلات بحكم التعب ...
ستبدأ سلسلة الحوارات بين الشلة لذلك تجهزوا ...قالت ميرنا وهي تعدل جلستها بينما توجه نظرها لاصالة"اممم اصالة انا ارى الغموض يحيطك وكمية المعلومات التي املكها عنك قليلة مارأيك ان تعرفينا عنك فانا ارى ان الأسئلة حولك كثيرة من جميع الحظور "انهت كلامها وهي توجه نظراتها للجميع و كان أسد يحمل احد الكراسي متقدما نحوهم لتردف اصالة وهي تلاحظه يتقدم لتضع كرسيه جانبها ابتسمت له بينما هو حرك رأسه لها تحت نظرات الجميع "يمكنكم ان تسألوني لكن بالدور "صفقت ميرنا بحماس وقالت "ماهي أكبر هواياتك "اجابتها "انا احب ركوب الدراجات الهوائية بالاضافة الى الغناء "قالت ميرنا "اتجدين الغناء؟"اجابتها بظرافة "نوعا ما "رفعت خولة يدها وهي تقول "دوري الان"اومأت لها لتسأل"ما اكثر شيء تحبيه في الحيات؟"اجابتها "حريتي احب ان اكون حرة اي لو انني افضل الموت على ان اسجن "قال جواد زوجها سؤاله لها" ما أكثر شيء يزعجك في شخصيتك "اجابته بتفكير"اظن انني شخص قاسي جدا لا أستطيع أن اقول انني اكره كوني قاسية لكن عندما يتجرأ المرأ على ايذائي اسامحه مرات عدة واغفر له لكن عندما تأمرني نفسي بمعصية مسامحتي امحي هذا الشخص من قائمة معارفي نهائيا ويمكن ان اؤذيه مثلما اذاني باضعاف وهذا خارج عن سيطرتي "قال متسائلا اذا مالذي تكرهيه في هذا ؟"اجابتها وهي تضيق عينيها وتقول "قسوتي لا تمس شخصا أحببته يوما مهما كان مقدار اذيته لي"
كان أسد يستمع لكل كلمة نطقتها واعجبته نظرتها الثابتة والجدية التي تخفي بها مشاعرها نحو كل سؤال طرح...
السؤال الان اتى من غيث حيث قال "هل يمكن ان تصبحي مجرمة يوما ما ؟"نظرت له بتفاجئ ثم اردفت بابتسامة"لا اعلم لانني لا احبذ رؤية الدماء او حتى شخص يموت امامي واظن انه لوكان قتلي لشخص يحاول اذية شخص يعز علي اظن بأن النظر سيكون اهون " قال غيث وهو يحك مؤخرة رأسه "اذا تقتلي لأجل من تحبين "اومأت وقالت باختصار "اضن ذلك "قطعت ميلا حبل الصمت "كيف تواجهين حزنك ؟"اجابتها دون تفكير "انا لا اواجهه فقط اتجاهله "نظر لها جميع المتواجدين باستغراب عداه هو فهو يعلم بأنها تفعل ولاحظ ذلك مذ افاقت من غيبوبتها وهي الان تأكد صحة ملاحظاته لايجب في ان الكثير اخبره بذلك فهو حقا يملك ملاحظة قوية...
قالت خولة "ما أكثر بلد تريدين الذهاب اليه وتحبينه ؟"اردفت "هنالك بلدان احس بأنني انجذبت إليهما بشكل كبير لكن البلد الذي أريد الذهاب اليه و العيش فيه عدا انني احبه هو سويسرا انه بلد جميل اتمنى حقا العيش في احد اريافه ..""ما اكثر شيء مر عليك في مهنتك أثر عليك ؟"كان سؤال سامي اجابته اصالة معدلة خصلة شعرها المتمردة بفعل نسمة الريح "كانت لدي مريضة تعاني من اكتأب حاد بسبب ضغوط نفسية من طرف المتنمرين وبعد جلسات غدة اتضح بأنها هي ذاتها لا تسعى للتشافي واستمر وضعها في تدهور بسبب اهمالها للجلسات الاستشفائية وفي آخر جلسة أدركت بأن حالتها ازدادت سوءا وظهرت عليها عوارض ثنائي القطب وهي حالة نفسية خطيرة يصل اليها المريض بالاكتأب الحاد حيث يصبح يفكر في الموت والانتحار باستمرار شددت على والدتها بأن تكون حريصة معها واخبرتها بخطورة الوضع وانه لا يجب عليها تركها بمفردها في اي وقت لكنها ظربت بكلامي عرض الحائط ... صمتت وبدت علامات الحزن واضحة على وجهها بعد ان اخفضت نظرها اكملت .. لكن في الغد أتاني خبر وفاتها او حتى انتحارها متناولة جرعة كبيرة من الأدوية "كانت تتحدث بخفوت وصوت مرتجف أظهر علامات التأسف على تلك الفتات من طرف كل الجالسين لكن أسد يلتزم وضع الجمود كعادته ونظراته مصوبة ناحية خاطفة أنفاسه التي ألمت قلبه زهرات الحزن التي جاهدت لاخفائه رغم اتقانها لأمر اخاف احاسيسها لكن الموضوع هذا يبدو أنه يؤثر عليها كثيرا ويؤلمها لحظة واحدة تبادر في ذهنه ان يقوم لسامي ويقوم بلكمه لتسببه بحزنها تذكرا لأمر يؤلمها ...
قالت ميرنا محاولة طرد الجو المشحون "دعونا من هذا الان سأوجه لك سؤال افضل وجميل "رفعت رأسها مبتسمة لها تحثها على الكلام ولكن سرعان ما تغيرت ملامحها وملامح الثلاثة الآخرين بعد سؤال ميرنا "من اكثر فرد من عائلتك تفضلينه اكثر ؟"
كان سؤال الاخيرة عبارة عن لسعة لقلب بطلتنا التي لا تعلم ما الذي ستجيب به ام مالذي ستقوله فقط تردد في ذهنها "بربك ميرنا هل بعد ان نسيت تفكريني هل يعقل " بينما نظرات منصدمة من طرف مبلا وخولة واخرى غاضبة ألقاها أسد التي جعلت ميرنا تبتلع ببطئ وهي تنظر لأي مكان غير عينيه التي تطلق شرارات تكاد تحرقها لا عجب بأن تخاف وهي تعلم وسمعت انه عندما يغضب لا يوجد ما يوقفه يصبح مثل الإعصار يدمر كل شيء اتى في طريقه واستغربت من نظرات ميلا وخولة المعاتبة وشدها نهوض اصالة من مكانها وهي حزينة لتناديها قائلة " مهلا اصالة انا حقا أسفة ان كان سؤالي ازعجك لم اكن اقصد "قالت الاخيرة دون الالتفات لها "لا بأس انا لم انزعج انا تعبت وسأذهب للنوم أراكم غدا "..
بعد ان غادرت قالت موجهة كلامها لخولة وميلا قائلة "ماهاته النظرات التي ترمقوني بها "...لم ترد احداهما لتفتح عينيها على مصرعهم وتقول "هل ... هل هي يتيمة "قلبت الفتاتان عيناهما ثم اتاها صوت أسد الغضب الذي بث في قلوبهم الرعب قال وهو يؤشر لها بتحذير "إياكي ان تكرري هذا الموضوع أمامها او خلفها "لاحظ جواد نظرات السخط التي يوجهها أسد لاخته ليقول وهو ينهظ من مكانه "أسد تمالك اعصابك لا تنظر لاختي بهاته الطريقة هي في الأصل سألتها بعفوية لا تعلم ما ان كانت يتيمة "قال أسد بعد ان آثار غضبه الاخير محاولا تمالك اعصابه وعدم الانقضاض عليه "كلامي لا يكرر مرتين والتحذير موجه للجميع دون استثناء "...
انهى كلامه متوجها للفيلا عند وصوله لاحظها تجلس في الحديقة تضم يديها لصدرها وتنظر بسهو تقدم ناحيتها وفي كل خطوة دقات قلبه تقرع كالطبول ليهم بداخله قائلا "اللعنة مالذي تفعلينه بي"
بينما هي لم تلاحظ تقدمه نحوها الى عندما جلس ناحيتها وكانت هنالك دمعة خائنة قامت بمسحها بسرعة كي لا يلحظها
"اخفائك لحزنك ليس الحل عليك بالمواجهة "كان كلامه موجه لها بينما نظره في الفراغ عندما نظرت له لا تعلم لما لكن احساس الامان والدفئ يراودها الشعور الذي تفتقده منذ ان وعت على نفسها احست به لاول مرة معه انه كالفيضان يذيب كل حصونها يجعلها ترغب بالبكاء بشدة والانتماء في احضانه والتعبير عن مدى المها الذي تحمله على كتفيها ترغب بأن تخبره بأنه مأنمنها الوحيد وان يبقى بجانبها للأبد ولكن لا لاتستطيع فعل ذلك فهذا امر غير مسموح هو كله ملك لفتاة غيرها ولو كان ملك لها هي وكانت هنالك فتاة ترغب بالبوح له بما تريده هي ستغير وتحس بأنها سلبته منها وفعلت شيء ليس من حقها ان تفعله لذلك تراجعت عن أفكارها وادارت وجهها مبعدة نظرها عنه لتقول "هل تريد مني مواجهة الام منذ اكثر من 18سنة انا قواي لا تقوى على ذلك لو بكيت ولو حتى ليوم كامل لن تكفي دموعي لتعبر عن مدى احساسي بألم يجعلني هشة وضعيفة هل ابكي لأنني عشت في عذاب طوال حياتي ام لأنني انام واصحى على الخوف ام ابكي لأنني أحببت اشخاص لا يستحقون حبي لهم ام ابكي لأنني جبانة وساذجة ترغب بالانتقام لكنها لا تستطيع فعل ذلك ان ارغب برؤية من عذبني يعذب بنفس الطريقة ولكن احترامي لحبي له يوما يجعلني اتراجع ام سأبكي لأنني كنت اعيش الحرمان رغم تواجد النعيم ارى من لا يستحقه يسأله وانا فقط ارمقه بنظراتي وماذا عن طفولتي التي رأيت فيها اسوء ايام عمري او انني كنت عبارة عن شخص مهمش وسط عائلة متحجبة وانا شخص دخيل بينهم هل تعلم بأن طعنة اخي لم تأثر في انش واحد على قدر ما أثرت في ان والدي ساعده في ذلك وامي لم تعاتب اخي حتى حتى لو ظللت اعد آلامي لن احصيها جميعا مااحصيته الان عبارة عن كلمة من كتاب في مجموعة كتب ....
تحدثت ببحة المت حنجرتها ورزقت قلبه كم الألم الذي تحله ليس بهين اطلاقا رغب باحتضانها وإزالة ولو انش من المها تردد في بادئ الامر لكن الدمعتين اللتان انسابتا على خديها واحمرار عينيها أجبره على سحبها لاحضانه دون وعي منه ولم ولن يندم لفعلته هاته فكيف سيطفئ نيران قلبه التي سببتها دموعها ...
لم تدرك بأن نفسها تحملت الكثير ودموعها حقا جاهدت لعدم النزول لكن فعلته تلك اجبرتها على الاستسلام بكت بكت بحق بعد سنين من الكبت تواجد حضن يأويها عند حاجتها له وأأمن مكان بالنسبة لها لم يدها رغبة الى في البكاء واشتداد عناقها له احاطت بيديها حول كتفيه وبكت بحرقة كلما تذكرت شيء من ماضيها زاد صوت شهقاتها وزادت قوة عناقها له وكأنها تستنجد به لكي لا تضيع وكلماته ترجعها على إفراغ كبتها يمسح على ظهرها بلطف رغم انه لا يتقن المواساة ولا هي تعرف حتى كيف تكون المواساة لكنها احست بها لاول مرة أزالت عنها البعض من أثقال ارهقت كاهلها ....
كان يعلم بأن قلبها تحمل الكثير ودعى انها ستنهار يوما لم يكن يفكر من قبل فقط في انه يجب ان يكون بجانبها عند انهيارها فخطير جدا ان تنهار بشدة ولا تجد من يساعدك في تجميع شتات نفسيتك المحطمة يحاول مواساتها بكل ما يعلمه عن المواساة لكنها الان في حالت هستيريا من البكاء المتواصل احس ان هذا خطر عليها صبح يحاول تهدأتها والخوف يأكل أوتار قلبه بعد ان احس ارتجافها بين يديه حاول تحرير نفسه من قلبضتها الملتفة حول عنقه لكنها شدت اكثر ولم ترغب بافلاته كانت تحتضنه وكأنها تخاف ان يسرق منها زادت نبضات قلبه خوفا عندما ازدادت رجفتها وهمدت وارتخت قبضتها باستسلام سحبها من حضنه ليرى بأنها غائبة عن الوعي حاول افاقتها لكن دون جدوى ....
همت خولة وميلا نحو أسد بعد ان لاحظوا انها لا تستجيب لمناداته لم يعرهم اهتماما وحملها متوجها لداخل الفيلا ولكنه لاحظ الدموع التي تغطي كلتا وجنتيهم فتحت له ميلا باب غرفته بعد ان لاحظته متوجها نحوها فسبقته وضعها فوق السرير وجلس بجانبها ممسكا بيدها يحاول ايقاضها وخلال هذا الوقت كانت خولة قد نادت الطبيب ليأتي ...
"اخي هل ستكون بخير "قالت ميلا بصوت مهزوز ليجيبها وهو يتأمل الاخيرة بصمود مصطنع "اجل هي قوية ستكون بخير " ...
اتى الطبيب وقام بفحصها وبعد ان انهى قال"لا داعي للقلق ستكون بخير هي فقط تحتاج للراحة "
تنفس الصعداء جميعهم بعد طمأنت الطبيب لهم ثم توجهت ميلا وخولة يقبلا جبينها بخفة وخرجوا من الغرفة تتركينها معه ...جلس على الكرسي المقابل للسرير وظل يتأملها حتى غلبه النوم ...بعد ان تسللت اشعة الشمس لغرفته فتحت عينيها بتكاسل وكانت تحس بحرقة خفيفة تحيط جفنيها وتذكرت احداث البارحة نظرت حولها ووجدت نفسها بغرفة ما ليست غرفتها ولاحظت جسده يجلس على الكرسي وهو نائم احست بنبض بقلبها غريب فور ملاحظته نهضت من مكانها تحمل لحاف بيدها فور وصولها نحوه ظلت تتأمل وجهه الذي ابدع الخالق بتكوينه حاجبيه المرسومة ورموشه المبرومة المذبلة أنفه الحاد وشفتاه اللتي تحيطها لحيته الخفيفة انه اية في الجمال غابت في بحر جماله ولم تعي لنفسها حتى كدو طويلة من الزمن قامت بتغطيته وتوجهت نحو الباب خارجة من هاته الغرفة التي أدركت انها غرفته من طابعها الذي يتابع غرفته في القصر ....
توجهت ناحية الحمام اغرقت جسدها في المياه الدافئة وكانت تتذكر احداث البارحة وكم مقدار الراحة التي احستها كلما تذكرت دفئ احضانه ومواساته لها بالاضافة الى قرب صوته لمسمعها فتحت عينيها على مصرعهم عندما تبادر فكرة لذهنها "أحببته "لتقول يالهي هل انا احبه لا لا يمكن هذا لا يمكن ان أعذب قلبي مستحيل "طردت هاته الفكرة من رأسها نهائيا كونها تفكر يأن قلبه ملك لفتاة ما ولا يحق لها ان تحب شخص لن تمتلكه مطلقا لا تعلم بأن هاته الفتاة هي نفسها هي لو انها فقط تعلم ...يتبع ...
أنت تقرأ
دويغ أيادي مسلحة
Romanceقيد التعديل ... الجريمة هل هي أداة للقوة ام هي وسيلة لإبعاد أشخاص ربما كانوا خطرا عليه ؟ هل العالم الذي خلق فيه سيجعله نادم على اقحامها به ؟ ما مصير فتاة لا تحني رقبتها لأي مخلوق كان ذات عزة نفس وكبرياء لا يتصف به غيرها هل من أجل من منح لها حياة جدي...