16

6 2 0
                                    

الصمت يسود اطراف البيت وهذا لا يروقها بالمرة رغم انها تحب الهدوء لكن هاته المرة لاتعلم لما ارادت كسر هذا الصمت وقد ارادت مشاركته في الاكل بعد ان انتبهت بأن طبق الفطائر أمامها فأردت بنوع من الحماس "الخالة عبير تعد فطائر لذيذة للغاية تفضل جربها متأكدة انك ستحبها "ناولته الفطيرة وامسكها رغم انه لم يكن جائع لكنه لم يرد اخجالها وردها "مارأيك فيها "قالت بفضول ليومئ قائلا "جيدة " اخذت بدورها فطيرة وشرعت في أكلها توقفت عن الأكل ثم اردفت "هل تعلم بأنك تظهر لي بشكل غامض "نظر لها باستغراب رافعا احدى حاجباه مردفا "كيف ذلك "اردفت "ارى بأن الشخصية التي أنت عليها ليست شخصيتك الحقيقة او ان هنالك جزء من شخصيتك تفننت في اخفائه دائما تعطي نظرة المتكبر الجريء المغرور  لكن انت لست كذلك أسفة على هاته الصفات التي انا أراها لاتتطابق مع شخصيتك لكن أي شخص لا يعرفك يرى ماقلته لك توا "ظهر شبح ابتسامة على جانب شفته ثم اردف "انا لايهمني رأي الغرباء بي ان كنت في نظرهم وقح او متكبر ليس شيء سيء بالنسبة لي ولا يوجد داعي للتأسف "في داخله يكره فكرة تأسفها لايحب ان يراها تتأسف لكن سيتمكن بطريقته لاحقا تخليص فمها من هاته الكلمة "هل تعتبرني جزء من الغرباء الذين لا يهمك رأيهم "اردف وهو يقف من مكانه "الم تقولي اننا اصدقاء ربما سنصبح اكثر من ذلك من يعلم " ابتسمت ثم اردفت باستغراب "مالذي تقصده بأكثر من اصدقاء"
قال وهو يمشي بخطوات هادئة "لايهم لكن اريد اخبارك بأن لاتطلبي اي شيء صعب عليك وخطر إياك أن تفعلينه بنفسك كما أنني وكلت ضحى لتهتم بأي شيء تحتاجينه في غيابي سيصلك بريد منها "
قالت وهي تمشي خلفه بتساؤل"لما تقول اثناء غياب الى اين انت ذاهب ومن هي ضحى ؟"
استدار لها وكم ان مظهرها دائما يجذبه لها ويجعله خاضعا لها لو سأله شخص أخر لكان تجاهل سؤاله لكنها اصالة مالكة قلبه يحق لها مالا يحق لغيرها اجابها "لدي سفر عمل اليوم منتصف الليل الى النمسا   " فتحت عينيها بصدمة ثم اردفت "اوووه انا أسفة على تطفلي اتمنى لك طريق السلامة اممم هل يمكنك ان تتصل بي عند وصولك ؟"امال رأسه قليلا  معاتبا وقد سقطت خصلة من شعره على  عينه لتردف بسرها "لما يحدث لي في كل مرة هكذا كأنني أراه لأول مرة انه جميل لحد اللعنة " دقات قلبها ازدادت وتنفسها قل أدارت وجهها بتعب وهي مغمضة عينيها كيف لا ان جماله يدمر دقات قلبها حركته الاخيرة استلطفتها كثيرا اردف بقلق "مابك هل انت بخير ؟" ردت عليه باستنكار "لا.. نعم اقصد انا بخير " فتح الباب ونظر لها مطولا نظرته سببت التباكها ليردف بعد ان لاحظ ذلك "وداعا "ابتسمت له ثم اردفت بتحذير "لا تقل ودعا بل نلتقي قريبا الوداع لمن لا يعود "ابتسم لها واردف مغادرا "اذا نلتقي قريبا " ظلت تراقبه ولوحت له بيدها بعد ان شغل سيارته وغادر ...

حملت صينية الفطائر واخذتها للمطبخ ثم صعدت الى غرفتها أخذة حماما دافئ ومريح ...
ارتدت ملابس النوم شورت قصير ازرق ملكي وتيشرت بنفس اللون وجلست بقرب النافذة تتأمل القمر وفجأة شردت لترى أسد في مخيلتها تتذكر أدق تفاصيل وجهه الوسيم أنفه الحاد وعينيه البنية تحيي بعالم ينبض بالحياة تفجر دقات قلبها كلما تأملتها رموشه الطويلة المبرومة حاجباه التي تفنن الخالق برسمها شفاهه التي كلما ابتسم احست بسعادة تغمرها طوله وعضلاته ان معالم الرجولة كلها تجسدت في أسد مالذي يفعله بها مجرد وجوده بجانبها يؤثر عليها تشعر أن السعادة مصطلح يُعَّرف بإسمه ....دقات قلبها معه هو فقط لاتستطيع التحكم بها وعت على نفسها فور ان راودها هذا السؤال " هل وقعت بحبه؟"الصدمة كانت تعلو ملامحها وهي تنهض من مكانها قائلة "ان فعلت فحقا هاته ورطة كبيرة ....

دويغ أيادي مسلحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن