اسدلت السماء ظلامها لتعلن عن بزوغ الليل وذلك البيت الذي كان صاخبا منذ لحظات اصبح الان هادئ جالسة فوق الكنبة لامة رجليها الى صدرها شاردة في الفوضي التي أمامها... العديد من الكراتين تحتوي على أثاث البيت وبعض الديكورات والالواح التي ستضعها للزينة وتعلق بعضها على جدران البيت استقامت متجهة الى هاتفها الذي ايقضها من شرودها على وقع رنينه ..
"مرحبا من معي"قالت بعد ان أجابت عن رقم لاتعرفه ليأتيها الصوت قائلا "انها انا كارلا بنيتي "ابتسمت ثم ردت " اووه اهلا خالة كارلا "
"اهلا بك بنيتي لقد اتصلت لأخبرك بأنك مدعوة لحفل زفاف ابنتي هالة ويشرفني حضورك في نهاية هذا الشهر"
"بكل تأكيد سأتي لكن أين سيقام الحفل "
"سأرسل لكي الموقع حالا "
"حسنا شكرا على الدعوة ويشرفني انا ايضا ان أحضر احد حفلاتكم ومبارك لكم مسبقا "
" الشكر لكي بنيتي ...اذا وداعا نلتقي قريبا"
"وداعا "
"وداعا"
اغلقت الخط ثم شرعت في فتح الكراتين وباشرت في ترتيب اثاث بيتها ...في تلك العتمة التي يختلها ضوء خافت يجلس برجولية طاغية على اريكة غرفته المطلة على حديقة القصر يد موضوعة على جانب الكرسي واليد الاخرى يحمل بها سجارة وينفث الدخان مرات متتالية حمل الهاتف بعد رنينه ووضع السبيكر واستمع الى الصوت الذي يقول "سيدي لازالت مستيقظة واضواء البيت كلها مشتغلة كما انها خرجت منذ قليل من المنزل ثم عادت "همهم له ثم اغلق الخط دون النطق بشيء نهض من مكانه حاملا سترته وخارجا من الغرفة والقصر لقد تحمل كثيرا وصبره نفذ لم يعد يحتمل القصر بدونها فكرة انها بعيدة عنه بعدة طوابق صعبة ولا تحتمل كيف لبعدها كل هاته المسافة يريد ان يراها ويتأمل جمالها ويتعمق في النظر الى عيونها الساحرة ذات النظرة الدافئة وصوتها الناعم واللطيف افتقد وجودها منذ ان علم بأنها ستغادر القصر وتتركه بدونها فاض كأس حبه لم يعد يستطيع الاخفاء اكثر قاد سيارته والشوق يهدم اوصاله وكأنه لم يراها منذ سنوات ...قام بركن سيارته بعد ان تنحت السيارة الاخرى عن المكان القريب من بيتها وقد لمحها وهي تصعد فوق الكرسي وتقوم بالصاق شيء ما على جانب الشرفة بعد ان نزلت بدأت تحرك يديها في الهواء وتتمايل وقد كانت تستمع الى اغنية ما وتتراقص على الحانها ابتسم بخفة على لطافتها وبعدها ذهبت لتعود بعد مدة تحمل طاولة بضعف يبدو أنها ثقيلة عليها بعد ان وضعتها في المكان المناسب شربت الماء من القارورة وجلست بتعب واضعة رأسها على الطاولة...
ظلت الانوار مشتغلة وحتى الموسيقى لكن المكان خلى من طيفها نزل من سيارته واتجه ناحية منزلها وفتح الباب بالمفتاح ودخل جذبه جمال منزلها واناقته ذوقها جميل لكن بكل تأكيد لا ينافس جمالها الرباني الذي تفنن الخالق بخلقه ... مشى بخطوات رجولية هادئة اتجاه المطبخ ليلاحظ جسدها وهي تضع رأسها وتغطيه بيديها فوق الطاولة وشعرها متناثر بعشوائية اقترب منها ولامست انامله شعرها بخفة مبعدا بعض الخصلات عن طرف وجهها وكانت نائمة بعمق أحاط بيديه خصرها وقربها لحضنه ثم اتجه بها ناحية احدى الغرف وهو يستنشق عطرها برائحة زهرة الاوركيديا مغلفة برائحة الاطفال اللطيفة اسكرت حواسه.. وضعها ببطئ على السرير ودثر جسدها بغطاء وجلس بجانبها يمسك خصلات شعرها بأنامله بخفة بعد ان طال تأمله ...اتجه خارج غرفتها ولاحظ العديد من الأوراق موضوعة على طاولة الصالون حملها وقرأ مضمونها ليرجعها مكانها وقام باطفاء الموسيقى ...
أنت تقرأ
دويغ أيادي مسلحة
Romanceقيد التعديل ... الجريمة هل هي أداة للقوة ام هي وسيلة لإبعاد أشخاص ربما كانوا خطرا عليه ؟ هل العالم الذي خلق فيه سيجعله نادم على اقحامها به ؟ ما مصير فتاة لا تحني رقبتها لأي مخلوق كان ذات عزة نفس وكبرياء لا يتصف به غيرها هل من أجل من منح لها حياة جدي...