14

7 2 0
                                    

في معركتي كنت انا القاتلة والقتيلة ...

كالغريق الذي يحاول الوصول للسطح تكافح بجد وإصرار لتنجو من ما عانته وتخطيه تحتاج سند يساعدها على ذلك لكن لاتريد ...هي فقط تريد إنقاذ نفسها بنفسها لم تعهد نفسها يوما تطلب مساعدة من احد ولن تفعل قلبها ينادي بأعلى صوت باسمه لكنها كالاصم لا تسمعه عقلها يقول بأنني استمع الى القلب وقد فاض كأس ندائه لكنها تتقن التجاهل ولا تأبه بحالهم....

لو يعلم فقط ان اخفائه لحبها جعلها تصد مشاعرها نحوه لكان اعترف منذ زمن لكن ماباليد حيلة عالمه المظلم الذي حتم عليه لايريد اقحامها فيه حتى تصمد وتستطيع تخطي المها ويكون قد ابعد بعضا من ظلام عالمه الذي ستدخله عنها هو لم يكن يخطط للحب ولم يكن بحسابه لم تفتنه حفيدة حواء من قبل لكن الروح تنجذب لقدرها رغما عنها كيف لا يحبها بفتنتها جمالها بساطتها ورقتها طيبتها وصلابتها قوتها وعزمها هي خليط من التناقضات التي تجذبه لاكتشاف المزيد من تفاصيلها رغم معرفته لمعظم صفاتها الا انه لازال يلحظ الغموض يطوف بها كطوفان الحجاج بالكعبة يغمض عينيه تأتي صورة بسمتها في خياله يفتح عينيه فيحاول تخيلها اصالة غيرت الكثير منه فكرة وقوعه بالحب بذاتها شيء لايصدق مطلقا حديثه الملغم والسام يكون سالما وأمن معها روحه الباردة تصبح ذات دفئ يجذب الروح للاحتكاك به معها نظراته الحادة تلين فور إبتسام ثغرها غمازتها تجعله يريد اقتطاف خدها في قبلة عميقة شعرها الطويل الرطب والأملس يرغب بلمسه واستنشاق عبيره في كل حين يرغب بوضع رأسه في حجرها وتقص عليه رواية بصوتها العذب لينام بهناء يرغب بأن ينال بعضا من الراحة عدلا عن ظلم الحياة القاسية ...
كيف لهم ان لا يحبان بعضهما وهما كالمغناطيس المتضاد ينجذب كلاهما للآخر؟...    

اخر ليلة لحبيبته وهي منكسرة ستقضيها في بيته وستعود وهي ملكته القوية التي ضمدت جروحها وكأنها لم تكن هي ستذهب لكنها لن تكون بمفردها سيكون معها في كل خطوة حتى وان لم تدرك ذلك لكنه حتما لن يترك حبيبة قلبه بمفردها لربما كان  يملك القدرة على فهم لغة العيون حتى وانه يفهم بدون شرح اي شخص يقابله وقد وجد بأنها لا تحب وحدتها وتحاول التعود عليها وتكره ضعفها وتحاول اخفائه تجهل قوتها ولكنها تظن بأنها تصطنعها يفهم كل مايدور بداخلها ولم يرد ان يقترح عليها المساعدة ليس لانه يعلم بأنها سترفض بل لأنه يريدها ان تستدرك قوتها وتزيدها اضعاف وتتغلب على كل مايعيقها لتقدمها في حياتها ...ذهب بعد ان ساد الصمت اطراف القصر واراد ان يلقي نظرة عليها يتأملها وهي نائمة فتح الباب بهدوء وتقدم ناحية سريرها جلس بجانبها وظل يتأملها نائمة كالملاك ولم يمل من ذلك لكنه وقف ليغادر وقد جذبته حقائبها المصطفة على جانب الحائط لم يلحظها عند دخوله لان تفكيره كان مركز معها ...كيف يحدث هذا وهو الذي يضرب المثل بشدة ملاحظته انها حقا تؤثر عليه... استدار لها ثم اردف بهدوء وبحة رجولية مهلكة"انت تؤثري عليَّ سلبا وهذا شيء لم اعتده منك " أعاد نظره للغرفة ولاحظ قارورة عطر تتوسط طاولة النوم اتجه ليحملها ويرش منها اغمض يعينه وهو يستنشقها بعد لحظات ارجع العطر لمكانه وخرج من غرفتها بنفس الهدوء ...


دويغ أيادي مسلحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن