١٨

1.8K 107 156
                                    


يَوم صَباحٍ جَديدٍ.

مَضَىٰ شهرَين عَن رَحيلي مِن مَنزل ليسا ، وَ اليَوم هوَ اليَوم الثالثَ وَ السّتونَ بعدَ عَودتي للمَنزِل أنا وَ عائِلَتي.

كل ليلَة أَمر بِها ، إِلاً وَ الدّموع ترَحب بنَفسها عَلىٰ زِيارَتي ، حائرَة ، تائهَة ، لا أعرِف بَعد نَفسي ماذا تريد ، حَيث كلّ شَيء أصبَحت أفعَله إلاً وَ هوَ يذَكرني بها بِشدّة.

كنت أَظن أنّه لَو عدت لِدياري وَ حَياتي السّابقَة البَسيطَة ، سَوفَ أنسىٰ كل شَيء وَ سَأجعَلها مِن صِنفِ الذّكرَياتِ فَقط.

لَكِنّها صُنّفَت داخلَ صندوقِ ذِكرَياتي ، وَ تَعيش مَعي حاضِري أَيضًا بصورَتها الّتي تَزورني كلّ يَومٍ ، صَباحًا ، وَ بالمَنامِ أيضًا.

جَعلتني أتمنىٰ دخولِها وَ عودَة الاثارَة وَ الغَرابَة الَتي تَحوط بِها إلىٰ حَياتي ، وَ تغييرِها مَعها مِن هادئَة وَ سليمَة ، إلىٰ أخرىٰ جامِحَة وَ مشتَعلة.

كلّ شَيء بي ، إلاً وَ يذَكّرني بِها ، شَفتاي الّتي بدونِ شعورٍ مِني أجِد نَفسي تائهَة بسَير أنامِلي فوقَهما وَ عَقلي الباطِني يَدّعي أنّها هيَ من تَتحسّسها لي كآخِر مَرّة فَعلت.

وَ جَسدي الّذي تَملّكته بألعابِها وَ مَراحِلها المتعبَة نَفسيًا وَ جَسديًا ، ثمّ كل شَيء بي وَ حولي أَراه إلا وَ صورَتها تُحيىٰ بذِهني.

كانَت الكتب طَريقَتي الوَحيدَة لتَصفيَة ذاتي وَ مخَيلتي وَ تَزويدي بأَفكارٍ غَير واقِعيّة تَجعَلني أبحِر بِها كَي أهَدئ النيران الّتي تَقحم داخِلي ، لَكن تِلكَ النّيران تنادي وَ تناشِد باسمِها هيَ فَقط لَعلّ الفَرج يَأتي مِنها قَريبًا.

ما مِقدار الألَم الّذي يمكِنني أَخذه ؟

أَنا أتَلاشىٰ..
. . .

أَجلِس علىٰ سَريري وَ أنا أَتأمل جَمالَ السّماء منَ النّافِذة المقابِلَة لي ، كانَت صافيَة وَ هادِئَة بشَكل مريح للنّظر ، بينَما القَليل منَ السّحب المتَطفلَة تَتمركَز علىٰ جَوانِبها.

كَيف لِغيومٍ بَسيطَة فَقط ، جعَلت صورَتها مَرة أخرىٰ تَتناثَر عَلي ، وَ تذَكرني بتَطفلها فجأَة علىٰ حَياتي.

أَشعر بالفَراغ المُذيب ، لا أملِك أَيّة وَسيلَة توصِلني ، ما عدىٰ اسمها.

تَوسّعت عَيناي وَ أنا أتَذكر قَولها لي بأنّها من كِبار المهَندِسين ، ابتَلعت ريقي منَ الفكرَة التي أتت لي في بالي فَجأة.

MY NEXT VICTIM IS JENNIE KIM || JLحيث تعيش القصص. اكتشف الآن