إقتباس ( 1 )

1.8K 78 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

أرخى ظهره للوراء يُطلق العنان لأفكاره على أمل أن تعثر له على تفسير لتلك الغرابة التي تُحيط به، فمنذ أتى إلى هنا و هناك شيء عجيب يحدث معه كما لو أنه داخل إحدى أحلامه، بل هذا الحلم يكاد يقترب من  الحقيقة، وضع يده على الطاولة كي يلتقط أحد الأقلام الجافة و يبدأ بتحريكه في الهواء كحركة تُشتت ذهنه و تحد من الملل الذي إغتابه، إستيقظ البارحة في جسد فتاة غريبة داخل منزل غريب، و قد تكرر هذا أكثر من مرة، فتارة يجد نفسه فتاة و تارة يعود إلى جسده مجددًا و هو لا يعرف كيف يحدث هذا و لا يجد تفسيرًا منطقيًا على ما يحدث له

وضع القلم على الطاولة بعد أن جاهدته أفكاره و تضخم رأسه من كثرة التفكير، قرر أن يقف و يستكمل التفكير و هو يتجول بأرجاء المكتب بعد أن طالبته قدماه بالتجول قليلًا، هب من مقعده ليبتعد خطوات عن المكتب، لكن هناك شيءٍ غريب يحدث معه الآن 

يشعر و كأن جسده يتحرك بكل سهولة و إنسيبابية على الرغم من جلوسه على المقعد لأكثر من ثلاث ساعات، تجاهل هذا الشعور و بقي يتجول بالحجرة حتى وصل إلى الباب، قرر أن يهرع إلى صديقه سمير ليتحدث معه قليلًا قبل أن تزدحم العيادة بالمرضى، وضع يده على مقبض الباب كي يفتحه لكن العجيب أن يداه لا تشعر أبدًا بملمس المقبض كما لو أنه فقد الإحساس، عقص حاجبيه بحيرة حتى توٌصل إلى إستنتاج أبله قاله بصوتٍ منخفض 

 - أنا ليه مش حاسس  بالأوكرة ... يُكنش عندي كرونا 

نفى إستنتاجه بسرعة

 - لأ الكرونا شم و تذوق بس ملهاش علاقة باللمس ... مش يمكن ده مرض جديد ؟

إزدادت حيرته بل و تلطخت بإرتباكه أيضًا بسبب عقله الذي لا يُفكر سوى بالأمراض و الكوارث لكثرة ما يبقى بالمشفى بين مرضاه، وضع يده على المقبض مرة أخرى لكنه يعجز عن فتح الباب لسبب يجهله، بعد العديد من المحالات التي لا فائدة منها أتى بذهنه أن أحدهم قد أغلق عليه الباب من الخارج كنوع من أنواع المزاح الثقيل بين الزملاء، لا يدري أي شخص يُمكن أن يفعل هذا لكنه قرر أن يضرب الباب حتى ينكسر و يلُقن هذا الأرعن درسًا، أطبق على شفتاه ثم عاد خطوتان إلى الخلف إستعدادًا لدفع الباب، إنقض على الباب بكل ما أتوي من قوة لعله ينكسر و يهرع من تلك الحجرة، لكن ما حدث فاق كل توقعاته

فقد وجد نفسه خارج الحجرة بالفعل يقف بمنتصف ردهة المشفى دون حتى أن يسمع صوت الباب يتهشم أو يراه ملقيًا على الأرض حتى، إستدار بوجهه ليرمق الباب و يجده كما هو كما لو أنه لم يلمسه من الأساس، أخذ يُتمتم بحيرة و صوتٍ مسموع

 - هو أنا إزاي خرجت من العيادة و الباب مقفول ؟؟

إقتحم هذا السؤال رأسه حتى قرر معاودة الكرة و التوجه نحو الباب مجددًا ليُعيد ما فعله بالمرة الأولى، تقدم بخطواتٍ سريعة نحو الباب على أمل أن يدلف الحجرة، و بالفعل وجد نفسه داخل عيادته دون أن ينفتح الباب؛ إتسعت بسمته و هو يُعيد الكرة أكثر من مرة و كأنه يُجرب لعبة ما بمدينة الألعاب، فهو لا يعلم كيف يخترق الحائط بهذه السهولة، توقف عند ردهة المشفى ببسمة واسعة تعتلي ثغره بعد أن توُصل إلى سبب إختراقه للباب مما جعل الحماس يصل إلى قمته

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن