بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم يا مُسبب الأسباب، و يا فاتح الأبواب، و يا سامع الأصوات، و يا مُجيب الدعوات، و يا قاضي الحاجات، إقضِ حوائجنا و أغننا بفضلك عمن سواك يا رب العالمين "
_______________________
من يخشى الموت يحيا طوال العُمر كالميت ...
قطرات من العرق تتصبب على جبينها و تلفحه بسخونة طاغية مصدرها الخوف المُنبجس داخلها، كانت أطرافها ترتجف كما لو أن زلزالًا يضرب الأرض و لا يشعر به أحد سواها، فقد ظنت أن هذه حتمًا ستضحى نهايتها، أو أنها قد كُشفت و سيتم قتلها أو تعذيبها بسبب هذا المُختل الذي يحاولون سرقته، فبخلاف الإجتناز القهري الذي يعاني منه يوجد بداخله براثن من الحدة و الغضب السريع الكفيل بهدم بناية بأكملها و جعله يرتكب أمورًا مخبولة ...
التقطت أنفاسها و هي تلتفت إلى مصدر السلاح المصوٌب على رأسها حتى وجدت قبالتها رجل عريض المنكبين يعقص حاجبيه بغضبٍ و حدة، خرج صوته جهوريًا كفيلًا بضخ الرهبة داخلها :
- إنتِ مين ؟
رفعت داليا يديها علامة على الاستسلام و هي تتحدث بارتجافٍ و حروف متشابكة :
- أنا .. أ ..انااا ...
حاولت العثور على سبب يُبرر وجودها حتى لا تضحى تلك اللحظة هي الآخيرة بحياتها، وقعت حدقيتها على جسد إسلام الملقي على الأرض فسرعان ما أتتها فكرة ربما تنجدها من تلك المُعضلة، حاولت الحديث باستعطافٍ آشارت معه على جسد إسلام و هي تقول :
- أنا كنت ماشية مع أخوية و هو أغمى عليه ... فا ... فانا معرفتش أعمل إيه .. ففضلت قاعدة هنا لغاية ما الإسعاف تيجي
مثلت التوٌسل مع دموع أذرفت من عينيها نتيجة خوفها لكنها استخدمت تلك الدموع لتُريه كم أنها خائفة على من ادعت أنه شقيقها، ضمٌت راحتيها أسفل ذقنها و هي تتوٌسل أكثر :
- أبوس إيدك سيبني ... أنا معملتش حاجة، إحنا كنا تايهين و هو أغمى عليه فجأة و أنا مش عارفة أعمل إيه
كان حديثها غير مُرتب أبرزت معه مدى خوفها و دقات قلبها المتسارعة، بقيت نظراتها المُستعطفة موجهة على الرجل الذي أخفض سلاحه و كان على وشك أن يتركهما وشأنهما، لكن ...
انتفض جسد إسلام في تلك اللحظة و قد عاد للتو إلى جسده، اعتدل في جلسته و الإبتسامة المُنتصرة لا تزال على وجهه أثناء سؤاله المُتلهف :
- كلمتي كوكي ؟؟؟ .... إحنا لازم ندخل نسرق الفازا أنا خلاص عرفت مكانها ... و على فكرة الحراس دول عيال هتية " سُذج " هنعرف نضحك عليهم ...
أنت تقرأ
أرواح متنقلة ( مُكتملة )
Fantasyطفل بريء كُتب عليه مواصلة حياته بجسدٍ فانٍ هلكه المرض، و والد مجنون أقسم على تحرير روح صغيره من هذا الجسد و وضعها في جسدٍ سليمٍ معافى ... لكنه لم يكن يعلم أن فعلته الشنيعة ستُغير حياة الملايين من الأرواح الجديدة التي وٌلدت بنفس اليوم و العام، تلك ال...