الفصل التاسع عشر ( الخطة النهائية )

754 94 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم إجعلنا في أمانك و ضمانك و إحسانك و إحفظنا بحفظك يا كريم "

__________________________

ليست جميع الآلام تُسبب المعاناة، فهناك جروح تحتاجك أن تتألم حتى تتعافى ...

صوت صرصور الحقل يدوي في خضم هذه الليلة الحالكة، و في ظل هذا السكون كان يجلس إسلام على فراش داليا و تجلس هي قبالته على بُعد بضعة أمتارٍ و جوارها جسدها المُستلقي على الفراش، فالحقيقة أن ما أمامها لم يكن إسلام بالمعنى الحقيقي، فهو بالطبع لن يقتحم منزلها و والدتها موجودة، هو بالعادة لا يقتحم منزلها بروحه إلا إذا كان الأمر بالغ الأهمية ...

- ضرغام هيخطف مذيع مشهور .... و عضو في البرلمان ... مخيمر قال إنه هيدخل جوة المذيع ده و ينشر فتنة في البلد

عقدت داليا حاجبيها باهتمامٍ و هي تستمع إليه و لا تُصدق أن ضرغام بهذا المكر و الدهاء، كذلك كان التيه يتملكها لأنها تريد 
أن توقفه عند حده و لا تعرف كيف ...

- إحنا لازم نوقفه .... إنت عارف المذيع ده اسمه إيه ؟؟

قالتها بإصرارٍ فآجابها حسب ما تذكره من حديث مخيمر :

- اسمه داوود عابدين ... إنتِ أكيد عرفاه

أومأت داليا دلالة على معرفتها بذاك الإعلامي المشهور، فمن لا يعرف ذاك المذيع الذي ما إن يظهر على القنوات الفضائية بإحدى الأخبار حتى يُثير الرأي العام و يجعل الجميع يتحدث عن ذاك الخبر، هذا يعني أن ضرغام إذا اقتحم جسده سيجعل الفتنة تتمرمغ بين الجميع و إذا زادت الفتنة إزدادت الثورات المطالبة بحقوق الشعب المهدورة، فبالتالي سيعم الفساد و تزداد الجرائم حتى  تضع هذه المنظمة يدها في الحُكم و تبدأ السيطرة على العالم...

لا ... هذا لا يجب أن يحدث، يجب أن يوقفا ضُرغام عند حده و يمنعا خططه حتى لا يضحيا طرفًا بجريمة إضمار الفساد في كل مكان، لاحت عوالم الإصرار على وجهها و هي تقول :

- إنت عارف المذيع ده فين دلوقتي ؟؟

آجابها إسلام بثقة :

- أه ... أكيد بيصور حلقة دلوقتي في الاستوديو ... مخيمر قالي عنوان الاستوديو كمان إللي _

قطعت داليا حديثه و هي تثب من الفراش بعد أن عادت إلى جسدها حتى تردف بتقريرٍ يحمل بعض الصرامة :

- يلا نروحله ...

__________________________

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن