الفصل السادس ( مؤامرة )

1K 107 19
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم إرحمني إذا حان أجلي و إغفر لي إن إقترب يومي و لا تُخرجني من الدنيا إلا و أنت راضٍ عني يا الله "

______________________

عندما تنقشع غمامة اليأس ترى وراءها رياح عاتية من المواجهة تجرفك إلى قدرٍ محتومٍ بنهاية مُهلكة ...

استيقظ من نومه على إثر رائحة شهية تُدغدغ حواسه و تُذكره أنه لم يلتهم شيئًا طوال الليل، تحرك بأقدامه صوب المطبخ ليرى والديه يضعا الطعام على الطاولة ليبدأا تناول الفطور كما يفعلا صباح كل يوم، إقترب نحوهما بابتسامة ارتسمت على شفتيها و هو يحادثهما بحبورٍ و سعادة، جذب إحدى المقاعد ليجلس بينهما و يبدأ بإعداد شطيرة لنفسه أثناء استماعه إلى والده الذي قال :

- عملت إيه مع البنت إللي اسمها قمر ؟؟

آجابه لؤي و هو يقضم من شطيرته و يُجيب بعد فترة من تلويكه للطعام :

- روحتلها و قولتلها على كل حاجة ... بس هروحلهم تاني، شكلهم عيلة غريبة زيها

ربت عبد الصبور على كتفه كي يستمع جيدًا إلى توٌصياته :

- خليك معاها يا لؤي، البنت دي مهمة و مهمتك إنك تحميها

أومأ لؤي و هو يردف بثقة  :

- متقلقش يا حَج، أنا مش هسمح لحد يلمس شعرة منها

أردفت والدته بحنانٍ هدم جدار الجدية بينهما :

- خُد بالِك من نفسك يا حبيبي، الناس دي مش سهلة 

رماها لؤي بابتسامة مُطمئنة و هو يقول ببعض التعالي المرح :

- متخافيش يا ماما، لو الناس دي مش سهلة فأنا أصعب منهم

بادلته بابتسامة أخرى هادئة تُطفيء نيران القلق بداخلها لأنها تخشى على طفلها الوحيد من أي مكروه خاصة و هو في هذه الوظيفة الصعبة التي أصرٌ عليها بسبب حُبه الشديد لوالده و رغبته الجامحة في نشر العدالة و الدفاع عن الحق ...

_____________________

نظرات نارية تبادلت بينهما و كل منهما يريد أن يُخرج ما بجعبته لكن عقلهما يمنعهما بصدمة شلٌت أوصالهما، فها هو أمامها حيُ يُرزق بعد أن ظنت أنه محض خيالٍ ليس إلا، ها هو أمامها لتنتقم منه كما يريد هو أيضًا الإنتقام منها، فما تسببت به من متاعب له تجعله يريد الفتك بها الآن، بقيا في حالة من الصمت لوهلة يستجمعا قوتهما حتى خرجت أصواتهما بصورة مترددة مصدومة :

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن