الفصل السابع والعشرون ( النهاية )

886 86 13
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم اجعلنا من الأشخاص الخيرين، لا تترك في الناس إلا اثرًا طيبًا و لا ينالنا إلا دُعاء جميل "

_______________________

و ما كُنت ممن يؤمنون بالقدر حتى اكتشفت أن حياتي حفنة من الأقدار، فلا اختار ما أفعله و لا استطيع أن ارفضه ...
التحمت قدماهما بتلك الرمال الرطبة و ذاك المشهد يتمثل أمامهما، حالة من الصدمة تلبستهما عندما أرغما على مشاهدة نهايتهما.

تصاعدت ضربات قلبها و كادت الدموع تُذرف من عينيها، ركضت بأقصى ما لديها نحو الرجال الذين يقومون بردم الحُفرة على أجسادهما التي غطتها رمال سميكة تمنعهما من الوصول له...

هتفت داليا بأعلى صوتٍ لها :

- وقفـــو ... 

بقيت تصرخ و تتحايل عليهم لكن لا حياة لمن تُنادي، فالرجال لا يسمعونها و لا يعرفوا أنها تراهم يدفنونهما أحياءًا.

واصلت داليا الصُراخ بهستيرية حتى أوقفها إسلام بصوتٍ هاديء رغم النيران التي تشتعل بقلبه :

- داليا هما مش سامعِنا

جذبها إسلام بعيدًا حتى تُهديء من روعها، اسند ظهره عند إحدى الأشجار حتى وجدها تتهاوى على الأرض و الدموع تنهمر من عينيها كودقٍ في ليلة شتاءٍ قارصة، ارتمى إسلام جوارها على الأرض و كأنه حُطام بناية ضربها زلزالُ مُدمر..

كادت الدموع تنزلق من عينيه لكنه منعها من الهطول و قررأن يستسلم لذاك الواقع، فلم يعد هناك أمل من عودتهما مُجددًا، حتى أصدقائهما من الممُكن أن ييأسوا من العثور عليهما، و لا يعلموا إلى متى سيبقيا بذاك الجسد المَعنوي ...

- هو كدة خلاص ؟؟ ... إحنا هنبقى زي زاندر ؟؟

قالتها بلكنة مكسورة تشدقت بدموعها و تذكرها لما قاله الصبي المسكين و كيف كانت نهايته، فكل الأدلة تُشير أن نهايتهما ستضحى مثله، لم يجد إسلام من الكلمات ما يقولها فتحلٌى بالصمت لفترة لم تكن قصيرة لكنه نهاها بصوتٍ نادم :

- كان معاكي حق ... أنا السبب في كل اللي حصل .... مكنش المفروض أخليكي توافقي على التجربة

اعترضت حديثه بقولها :

- أنا عملت كدة بمزاجي ... أنا و إنت غلطانين، و شكلنا بنتعاقب 

انخرطت أكثر بالبكاء ما إن تذكرت :

- بس ماما مش هتعرف تعيش من غيري

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن