بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم اجعلنا من الأشخاص الخيرين، لا تترك في الناس إلا اثرًا طيبًا و لا ينالنا إلا دُعاء جميل "
_______________________
و ما كُنت ممن يؤمنون بالقدر حتى اكتشفت أن حياتي حفنة من الأقدار، فلا اختار ما أفعله و لا استطيع أن ارفضه ...
التحمت قدماهما بتلك الرمال الرطبة و ذاك المشهد يتمثل أمامهما، حالة من الصدمة تلبستهما عندما أرغما على مشاهدة نهايتهما.تصاعدت ضربات قلبها و كادت الدموع تُذرف من عينيها، ركضت بأقصى ما لديها نحو الرجال الذين يقومون بردم الحُفرة على أجسادهما التي غطتها رمال سميكة تمنعهما من الوصول له...
هتفت داليا بأعلى صوتٍ لها :
- وقفـــو ...
بقيت تصرخ و تتحايل عليهم لكن لا حياة لمن تُنادي، فالرجال لا يسمعونها و لا يعرفوا أنها تراهم يدفنونهما أحياءًا.
واصلت داليا الصُراخ بهستيرية حتى أوقفها إسلام بصوتٍ هاديء رغم النيران التي تشتعل بقلبه :
- داليا هما مش سامعِنا
جذبها إسلام بعيدًا حتى تُهديء من روعها، اسند ظهره عند إحدى الأشجار حتى وجدها تتهاوى على الأرض و الدموع تنهمر من عينيها كودقٍ في ليلة شتاءٍ قارصة، ارتمى إسلام جوارها على الأرض و كأنه حُطام بناية ضربها زلزالُ مُدمر..
كادت الدموع تنزلق من عينيه لكنه منعها من الهطول و قررأن يستسلم لذاك الواقع، فلم يعد هناك أمل من عودتهما مُجددًا، حتى أصدقائهما من الممُكن أن ييأسوا من العثور عليهما، و لا يعلموا إلى متى سيبقيا بذاك الجسد المَعنوي ...
- هو كدة خلاص ؟؟ ... إحنا هنبقى زي زاندر ؟؟
قالتها بلكنة مكسورة تشدقت بدموعها و تذكرها لما قاله الصبي المسكين و كيف كانت نهايته، فكل الأدلة تُشير أن نهايتهما ستضحى مثله، لم يجد إسلام من الكلمات ما يقولها فتحلٌى بالصمت لفترة لم تكن قصيرة لكنه نهاها بصوتٍ نادم :
- كان معاكي حق ... أنا السبب في كل اللي حصل .... مكنش المفروض أخليكي توافقي على التجربة
اعترضت حديثه بقولها :
- أنا عملت كدة بمزاجي ... أنا و إنت غلطانين، و شكلنا بنتعاقب
انخرطت أكثر بالبكاء ما إن تذكرت :
- بس ماما مش هتعرف تعيش من غيري
أنت تقرأ
أرواح متنقلة ( مُكتملة )
Fantasyطفل بريء كُتب عليه مواصلة حياته بجسدٍ فانٍ هلكه المرض، و والد مجنون أقسم على تحرير روح صغيره من هذا الجسد و وضعها في جسدٍ سليمٍ معافى ... لكنه لم يكن يعلم أن فعلته الشنيعة ستُغير حياة الملايين من الأرواح الجديدة التي وٌلدت بنفس اليوم و العام، تلك ال...