الفصل الثامن عشر ( السيطرة على العالم )

739 80 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

"اللهم جملني بقلبٍ رحيم و عقلٍ حكيم و نفسٍ صبورة، يا رب إجعل بسمتي عادة و حديثي عبادة و حياتي سعادة و خاتمتي شهادة"

___________________________

أتعلم تلك الحبة الكبيرة التي تكاد تأكل وجهك في الأيام المهمة ؟؟ هذه ليست مجرد حبة، بل إنه الحظ الذي يحاول إفساد حياتك بشتى الطُرق..

تبادلت نظراتهم في صمت حمل معه عوالم التساؤل و الخوف، فما أن أخبرهم إسلام بتلك الحقيقة حتى توقفت أفواههم عن الحديث ليضحوا في تلك اللحظة يرمقون إسلام بوجهٍ غير مُصدق، هل تُخبرنا للتو أن المزهرية التي كادوا يخسرون حياتهم من أجلها تضحى فارغة في النهاية !!

- إزاي يعني فاضية ؟؟ ... أومل الورق راح فين ؟؟

قالتها داليا بصوتٍ مرتفع حمل معه الاندفاع و الغضب، أضاف إسلام على حديثها و هو يضع المزهرية على  الطاولة بحدة :

- أنا متأكد إني حطيت الورق جوة الفازا ...

- يعني هما أخدوه ؟؟

سألته قمر هذا السؤال لتستمر بعدها عوالم التساؤل و الغضب الذي نحت وجوههم، أوقفهم معتز بصوتٍ هاديء مُتذكر أثناء تناوله للبطاطا المُقرمشة :

- إنتو قصدكم على الورق إللي كان جوة الفازا ؟؟

انتبهت الرؤوس إلى حديثه بإهتمام فأكمل :

- أنا شيلته من الفازا قبل ما أبيعها ... أكيد مش هديله فازا فيها ورق يعني 

أنهى حديثه بوضعه لقطعة من البطاطا المقرمشة داخل فمه و تلويكها في هدوء أمام نظراتهم النارية المصوٌبة نحوه و التي لاحظها جيدًا؛ بادل مُعتز نظراته بينهم بعد أن أقلقه تلك النيران المُنبثقة من أعينهم إتجاهه :

- في إيه يا جماعة ؟؟ ... بتبصولي كدة ليه ؟؟ ... هو إنتو كنتم عايزين الورق في حاجة ؟؟ ... انا والله فاكركم عايزين الفازا 

لازالت حالة الصمت تتلبسهم مع نظراتهم الحارقة التي كادت تجعلهم ينقضون على مُعتز ليبرحوه ضربًا، إزداد قلق معتز من صمتهم فوضع صحن البطاطا أمامه ليعاود الحديث بقلق :

- هو في إيه ؟؟

وثب لؤي من مقعده ليثب قبالة معتز مباشرة، و لأنه الأكثر تضررًا من كل ما حدث فكانت عوالمه تنم عن غضب يكاد يُدمر مدينة بأكملها، كان إسلام يقف جوار لؤي يجز على أسنانه بغضب حتى أردف :

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن