الفصل التاسع ( خداع )

877 102 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" يا رب غيرني للأفضل في ديني و نفسي و تفكيري، و أعطني  خير الأقدار و إكفني شرها "

_______________________

مهما استخدمت المُرطبات و العقاقير لمداواة جروحِك، ستظل الطريقة الأفضل لشفاءها هي بألا تقترب منها أبدًا...

دقت ساعة الصفر مُعلنة عن سماء سوداء كاحلة و أجواء من الرهبة تسرق أنفاسهم لتحول حياتهم إلى هالة من التخبط  و التساؤل، فلا يعلم أحد كيف حدث هذا و من له يد في ما حدث، انتشر الضباط في كل مكانٍ منهم بعض الخبراء الجنائيين و العديد من الكاميرات التي تلتقط صورًا للأدلة و الدماء المتناثرة على الأرض، يستند لؤي على الجدار يراقب ما يحدث من بعيد لعله يعثر على سبب لما حدث، لكن عقله لا يساعده على ايجاد من تسبب في هذا و كيف تسبب به من الأساس، يمسك باليد الأخرى العكاز الذي يتكيء عليه لكنه يتركه ليضع كلتا يديه على رأسه يتحسس هذا الصداع الذي يكاد يقضي عليه.

قطع شروده إقتراب أحد الأطباء و معه حفنة من الأوراق بعد أن طالت مدة بحثهم لساعات، كان يتحدث بنبرة علمية يُخرج معها كيسًا بلاستيكيًا يحمل شظايا شيئًا ما يبدو معدنيًا، اعتدل لؤي بوقفته ليحمل عكازه و يلتقط باليد الأخرى هذا الكيس أثناء حديث الخبير الجنائي :

- إحنا اكتشفنا وجود جسم صلب مزروع جوة دماغ الضحية ... و لما بحثنا عن الجسم ده اكتشفنا إنه شظايا لإحدى المتفجرات

عقد لؤي حاجبيه بحيرة و هو يسأل بتشكك :

- قصدك إن كان في قنبلة جوة دماغه !!

أكد الخبير على حديثه بعلمية :

- بالظبط يا حضرة الظابط .... و القنبلة دي تم تفجيرها لما دخل الحجز ...

على جهة أخرى كانت تقف قمر تتابع ما يحدث من بعيد في صمتٍ تام أخفت معه رهبتها من ذاك المشهد الذي جعلها تكاد تتقيأ، لكنها تماسكت قدر الإمكان تُمني نفسها أن هذه هي النهاية و لن تتعرض حياتها للخطر مجددًا، فمن كان يُمثل لها تهديدًا انتقل إلى ربه أخيرًا، تضع الهاتف على أذنها لتتحدث مع والدتها التي بقيت توُبخها على تأخرها طيلة هذه المدة دون أن تفهم حقيقة الأمر الذي أخفته قمر جيدًا، فرغم أنها تشعر أن والدتها لا تهتم بشأنها إلا أنها استشفت لمحة القلق بحديث والدتها مما جعلها تُدرك أن بداخلها شِقًا لم يتخلى عن أمومتها رغم تعنتها و أوامرها التي لا تنتهي.

- خلاص يا ماما ... انا والله كويسة و هاجي علطول، في مشكلة بس في الجريدة و إن شاء الله هتتحل ... لا متقلقيش مش هبات برة تاني ...

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن