الفصل الثالث ( حياة أبدية )

1.3K 121 27
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم إجعلني ممن طاب ذكرهم و حسنت سيرتهم و إستمر أجرهم في حياتهم و بعد موتهم "

______________________

كلما ضاقت بك الحياة و إختنقت أنفاسك، تذكر أنك لا تستطيع الوصول للقمة دون أن تتسلق و تتعثر ....

انتهين من تناول الفطور لتذهب كل واحدة منهن إلى عملها كما اعتادن كل يوم، آحاطت داليا والدتها بذراعها لتضع قبلة على وجنتها قبل أن تذهب إلى العمل كما اعتادت يوميًا، فقد أخبرتها والدتها للتو عن التصرفات الغريبة التي فعلتها بالأمس مما جعل داليا تزداد اغطباتًا و حيرة، لما جميعهم يُخبرونها بأشياءٍ لم تفعلها ؟؟

كانت تسير أسفل البناية رفقة كوكي التي أصرٌت أن تقلها للعمل هي و قمر، لكن قمر رفضت نظرًا لكون الجريدة التي تعمل بها بعيدة تمامًا عن وجهتهما ففضلت أن تستقل الحافلة كما تفعل دائمًا، استقلت داليا السيارة بالمقعد الخلفي بجوار كوكي و أمامهما مُعتز الذي سيقلهما إلى الوجهة المرادة، التفت مُعتز برأسه ليُرحب بهما بوٌد و يسألهما عما يريدان الذهاب إليه ...

عقصت داليا حاجبيها بحيرة و هي تُشير على مُعتز و تقول :

 - أنا ليه حاسة إني شوفتك قبل كدة بس مش فاكرة فين

إرتاب مُعتز من حديثها لأنه لا يعرف أنها كانت بجسد صديقه بالأمس :

- حضرتك شوفتيني قبل كدة !!

آجابته داليا بتيه :

- مش فاكرة ... بس حاسة إني أعرفك مش عارفة إزاي

تدخلت كوكي لتبرر لها :

 -ما يمكن ده  deja vu " ظاهرة نفسية بديهية "

أومأت داليا رأسها بعد أن اقتنعت بحديث صديقتها، فهي لا زالت تتيقن أن ما حدث بالأمس هو مجرد حلمٍ ليس إلا، و أن هذا الذي تحوٌلت إليه ليس إنسانًا حقيقيًا، بل هو إنسان من وحي خيالها، أرخت ظهرها للوراء ما إن تحركت السيارة، ما هي إلا بضع ثوانٍ حتى ذهبت في سُباتٍ عميق جعل مُعتز يشعر بالقلق من سرعة نومها :

 - هي الأنسة فيها حاجة ؟؟

آجابته كوكي ببساطة :

- لأ عادي .. روح إنت بس على العيادة بتاعت داليا 

______________________

تتحرك أقدامه داخل رواق المشفى برونقٍ اعتاد عليه منذ نعومة أظافره، يمثل الهيبة و الرُقي أمام الجميع على الرغم من حقيقته الساذجة و تلك الشخصية المُختلة داخله، عزم على الذهاب إلى عيادته و تأدية عمله ككل يوم لكن إحدى الممضرات استوقفته لتردف بامتنان :

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن