الفصل الرابع ( أصبح الخيال حقيقة )

1.1K 113 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إني أسألك توفيقًا في طريقي و راحة في نفسي و تيسيرًا في أمري ...

___________________

وسط هذا الكون المليء بالضباب، نجد شُعلة من الضوء تمحي هذا التشوش و تجعلنا نرى عالمًا آخرًا يختلف كثيرًا عن العالم الذي ظننا أننا نعرفه ...

فتحت عينيها بتروٍ خشية من تحقق أكبر مخاوفها في الفترة الأخيرة و تجد ذاتها في مكانٍ أخر، فقد أحبت جسدها كثيرًا في الفترة الأخيرة بعد أن كانت تسبه و تتمنى أن تحصل على جسدٍ آخر أكثر رشاقة، أما الآن فهي تحترم جسدها كما لو أنه صديقها الصدوق، اعتدلت في جلستها و تنهيدة عميقة تخرج من جوفها بعد أن تأكدت أنها لا تزال بغرفتها العزيزة، لاحت ابتسامة سعيدة على ثغرها و هي تقول :

- الحمد لله يا رب ... لسة موجودة زي ما أنا

ترجلت من الفراش لتذهب إلى المرحاض و تبدأ يومها كما تفعل يوميًا، وطأت أقدامها المرحاض و ما إن التقط عيناها بالمرآة حتى أطلقت شهقة عالية وضعت معها يدها على صدرها من هول الصدمة، فمرآة الحمام لا ينعكس عليها صورتها !!

إقتربت من المرآة بفاه مفتوح لا تُصدق ما تراه، فركت عينيها بكلتا يديها لعلها تتوهم ما تراه أمامها :

- هو أنا بحلم تاني ولا إيه ؟؟

بقيت عيناها تُحدقان في المرآة حتى هرعت فورًا من المرحاض لتدور حول حجرتها لعلها تعثر على تفسير لما يحدث، فهي لا ترى انعكاسها على أية مرآة :

- أنا شوفت الحوار ده في فيلم قبل ... أه أكيد أنا مش لاقيا نفسي زي الفيلم .... أيوة فعلًا .. شكلي كدة مش لاقيا نفسـ_

قطعت حديثها ما إن رآت انعكاسًا لنفسها على مرآة الحجرة لكن و هي لاتزال مستلقية على الفراش، شهقت بصوتٍ عالٍ و هي تُشير بإصبعها على المرآة و تردف بصوتٍ مرتفع :

- نفسي أهي ...

تصاعدت ضربات قلبها مع حيرتها التي تزداد أكثر فأكثر، جلست جوار جسدها المُستلقي على الفراش لتتحدث بذعر :

- إزاي ... إزاي حصل كدة ؟؟

أخذت أنفاسًا متتالية لعلها تُهديء من روعها و تُفكر بطريقة حكيمة، مرٌت برهة من الصمت و التحديق بتيهٍ في جسدها حتى استسلمت للأمر و أرخت ظهرها للوراء لتردف باستنتاجٍ :

- هو أنا كدة قاعدة مع نفسي !! ... يعني أنا لو إتكلمت دلوقتي .. هبقى بكلم نفسي بحق و حقيقي !!

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن