الفصل الرابع عشر ( الخطة ب )

837 92 12
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم سخر لي من حظوظ الدنيا ما لا عينٍ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، اللهم أسعدني ثم أسعدني حتى تبلغ سعادتي عنان السماء "

_______________________

هكذا هو الإنسان، يُفضل أن يتخذ دور الضحية على أن يعترف بخطأه و يجد حلًا له ...

يجلس عبده على الأريكة الخاصة بمنزل ذاك الرجل الأبكم بعد أن ألحا عليه بالدخول و معهما شقيق داليا الوحيد الذي يقدر على الحديث معه، فقد أقنعه أولًا أن يدلفا منزله بعد أن أخذ حفنة نقودٍ من داليا كي يُنفذ ما سيطلباه، فهو قد ترعرع على أخذ المقابل على كل خدمة يقوم به لأحدهم، هذه بالطبع ليست عادة جيدة، لكن هذا الطفل ذو العشرة أعوامٍ هو نتاج تربية سيئة من والدٍ مُتنمر و أمٍ ضعيفة لا تبالي بشأنه و أصدقاء سوء يتعرف عليهم من بقاءه خارج المنزل طوال الوقت...

يضع قدمه على ركبته بتملقٍ و هو يستمع إلى حديث داليا التي كانت تُخبره بتوٌسل :

- إحنا عايزينك تترجملنا بس إللي بيحاول يقوله عشان الفازا دي مهمة و لازم ناخدها منه

همهم عبده بلامبالاة ثم سأل :

- و أنا هعمل كدة ليه ؟؟

آجابه إسلام ببعض التردد :

- إحنا هنعملك إللي إنت عايزه ... بس تساعدنا الأول 

سأله عبده بشكٍ :

- هتجبولي غدا ؟

وافقت داليا على حديثه بسرعة لبساطة مطلبه :

- أه ... هنجبلك إللي إنت عايزه

أرخى عبده ظهره للوراء ليردف بتملق :

- أنا عايز سوشي 

جحظت عينا إسلام و هو يردف باندفاع و غير تصديق :

- نعم !! ... سوشي !! 

التفت نحو داليا ليُخبرها بصوتٍ خافت :

- دا جاي يحقق أحلامه عندنا ده ولا إيه ؟؟

أصرٌ عبده على حديثه بلكنة مُهددة :

- يا تجبولي سوشي ... يا إما مش هترجم حاجة ... آمين ؟

ألحت داليا على إسلام بقولها :

- خلاص يا إسلام هاتله سوشي خلينا نخلص 

أرواح متنقلة ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن