بسم الله الرحمن الرحيم
تتحرك قدماها بحماس وسط هذه المباني الشاسعة و المتاجر الفاخرة، فجوارها رجل يحمل قرد على كتفه و آخر يتشقلب في الهواء و كأنه بإحدى العروض البهلوانية، إرتسمت إبتسامة سعيدة على ثغرها و هي تشاهد كل هذا و تقف في حماس كلما توُغلت أكثر في تلك المدينة العجيبة و إبتاعت ما تبتغيه من الملابس و الطعام الفاخر، هرعت من متجر المجوهرات و معها العديد من القلائد تتفحصها دون أن تنتبه إلى ذاك الطريق الذي تقطعه، إرتفع صوت هذه السيارة و هي تهرع نحوها بسرعة البرق يصحبها صرخة مكتومة من تلك الفتاة التي أدركت أن نهايتها ستضحى الآن، أغمضت عيناها تستلم لقدرها لكن فجأة ...
وجدت رأسها ترتطم بالناقذة المجاورة لها لتُدرك بعدها أن ما شهدته كان مجرد حلمٍ ليس إلا، مسدت على رأسها موضع الضربة تسب تلك الأحلام الغبية التي دائمًا ما تحلم بها، عادت إلى وعيها و واقعها بعد برهة من الوقت لتتذكر أنها داخل الحافلة التي ستقلها إلى وظيفتها، إتسعت حدقتاها في صدمة و هي ترمق البقعة التي تسير فيها الحافلة حتى أطلقت شهقة تنم على وقوعها بكارثة
- ينهار أزرق !! المحطة فاتتني
تركت مقعدها بسرعة و بدأت تسير داخل الحافلة تصطدم بأولئك الأشخاص المتكدسين جوار بعضهم لعدم وجود أماكن كافية، إستطاعت الولوج إلى السائق و إخباره بنبرة متوترة أن يتوقف قبل أن تبتعد أكثر عن المنطقة التي من المفترض أن تضحى بها الآن
- وقف هنا بعد إذنك
إستجاب السائق لطلبها و أوقف الحافلة فهرولت منها بسرعة تتلفت حولها لتكتشف أنها بكارثة أكبر، فهي لا تعرف حتى ما هذا المكان، بان التوتر على ملامحها حتى أنها كانت تسب نفسها بقرارة ذاتها و تلعن هذا الخطأ الذي دائمًا ما تقع به، فهذه ليست أول مرة تفوتها المحطة و تجد نفسها في بقعة نائية غريبة عليها، تحركت بضعة خطوات لعلها تُدرك أين هي لكن محاولاتها بآت بالفشل، لذلك قررت مهاتفة صديقتها لعلها تُخبرها ماذا تفعل
- أيوة يا كوكي ... أنا واقعة في مصيبة
آجابتها صديقتها كوكي من داخل قصرها الفسيح و أمامها جروتها بنية اللون تداعب رأسها في لُطف، فكوكي هي صديقتها الغنية و التي عاشت نصف حياتها خارج هذه الدولة لكن على الرغم من هذا هناك صداقة كبيرة تجمع بينهما كذلك هي تُعتبر من أذكى أصدقائها و لديها قدرة على حفظ الأماكن بسهولة، وضعت كوكي الهاتف على أذنها تجيبها بنفاد صبر و كأنها تعلم ما الذي ستقوله داليا
- اه ... you got lost مرة تانية عشان نمتي في الباص و المحطة فاتتِك مش كدة ؟
آومأت داليا إيجابًا لتردف بعدها
- أيوة ... أنا نزلت في شارع غريب و مش عارفة أعمل إيه
أرخت كوكي ظهرها للوراء تحاول أن تعثر لها على حلٍ ما
- طب إوصفيلي الشارع إللي إنتي فيه يمكن أعرف مكانه
وجهت داليا نظرها إلى أسفل و هي تجيبها ببلاهة
- الشارع لونه رمادي و مليان رملة
ضربت كوكي جبهتها من شدة حماقة صديقتها التي ترجمت مقصدها بصورة خاطئة
- مش قصدي ... tell me أي حاجة special " مميزة " في المكان إللي إنتي فيه
رفعت داليا رأسها تتفحص المكان من حولها و تقول
- إيييه .. في عمارات و شارع و زرع و ...
دققت النظر مجددًا لعلها تعثر على أي شيء مميز بتلك البقعة، لفت نظرها جرو يسير على الممر يبدو أنها فتاة لأن معدتها كانت مُنتفخة مما يدل على أن هناك جنين بداخلها
- أه ... في كلبة حامل بتمشي على الرصيف ...
رمقت السماء و هي تواصل حديثها بعاطفية ورثتها عن والدتها
- تفتكري جوز الكلبة دي عايش و بيدوٌر عليها و لا عمل عملته و سابها تشحت بولاده، أصل_
قطعتها كوكي بنفاد صبر و بعض الغضب
- داليا it is not the time "ليس هذا وقته "
________________________
إقتباس صغير من الفصل الأول عشان نتعرف على باقي الشخصيات إللي هيكملو معانا الرواية و إن شاء الله الرواية هتبدأ الإسبوع إللي جاي 😘
أنت تقرأ
أرواح متنقلة ( مُكتملة )
Fantasyطفل بريء كُتب عليه مواصلة حياته بجسدٍ فانٍ هلكه المرض، و والد مجنون أقسم على تحرير روح صغيره من هذا الجسد و وضعها في جسدٍ سليمٍ معافى ... لكنه لم يكن يعلم أن فعلته الشنيعة ستُغير حياة الملايين من الأرواح الجديدة التي وٌلدت بنفس اليوم و العام، تلك ال...