الفصل الثالث

201 12 2
                                    

حتى علم أنه صوت قنبلة فكر ماذا سوف يفعل وهو وسط هذا الازدحام المروري؟!

فساق السيارة بسرعة أكبر حتى لا يؤذي أحد ولكن وجد أن سرعة العداد يزداد ولا يستطيع التوقف حتى لأن السيارة سوف تنفجر حاول السير بها بسرعة متوسطة، حتى خرج من ذلك الازدحام، وأصبح في مكان بعيد عن الناس فلم يتبقى غير خمس ثواني

سليم بحذر: واحد ....أتنين .....تلاتة

وفتح باب السيارة وقفز منها فسقط على كتفه ليُمسكه بتأوه حين نهوضه بسرعة ليشاهد الانفجار الذي حدث في سيارته بحسرة محدثًا نفسه: يا خسارة شقايا ....شقايا كله في العربية

في منزل كمال السويفي، من المعتاد أن من يطرق الباب يطرقه بتهذيب ولكن لا يوجد في هذا المنزل ما يُسمى بالتهذيب فمن كان يطرق على الباب كان ينوي كسره أو ما شبه

_معلش روح أفتح يا يوسف

غمغم يوسف بانزعاج: هو أنا كنت بواب البيت وأنا معرفش وكمان مين الغبي اللي بيخبط كده على الباب!

_هيكون مين غير داليا يعني

فتح يوسف الباب، فوجد داليا مازالت تطرق على الباب بقوة، وفي فمها مصاصة وتغني بكلام غير مفهوم فأمسكها من ملابسها من الخلف: بطلي دوشة يا بت

ابعدت يده عنها بقوة وصاحت: بقولك ايه يالا ابعد أيدك أنت نسيت أني أكبر منك ولا ايه!

جز على أسنانه بغيظ: لا منستش بطلي تافهه يا كبيرة

رفعت داليا شفتها العلوية باشمئزاز: شوف مين اللي بيتكلم أسكت أسكت

تكلم نائل بهدوئه المعتاد: روحتِ فين

بدأت داليا بشرح ما حدث وتفعل تصرفات غريبة بيدها: هقولك لقيت طفل صغنون بيأكل مصاصة وطبعا كلكوا عارفين أني بضعف فروحت جبت مصاصة من السوبر ماركت

تحدث يوسف بصوت هامس ساخطًا: تافهة

ضربته داليا على رقبته من الخلف: سمعتك

وضع يده مكان الضربة بتألم: اااه يا رخمة

تجاهلته وجلست على أقرب كرسي لها وقالت: اومال فين فجر؟!

_عندها شغل هتخلصه وتيجي

_كلمتها قالتلي أنها في الطريق خليكوا قاعدين بقى وأتغدوا معانا

_عملتوا ايه انهاردة؟!

تطلعَ الأثنين لبعضهما ثواني وأنفجرَ في الضحك وقالَ في آن واحد: الرجل أنتحر

يوسف بعدم انتباه: طيب

وهز رأسه ونظر للناحية الأخرى ولكن حينما أدرك ما قالها ألتفت لهما بسرعة اتسعت عيونه بصدمة: أنتحر ....طيب كويس أحسن من اللي حصل المرة اللي فاتت

بعد ساعة وصلت فجر وجلست على الكرسي بأهمال متعبة لتهتف: أنا جعانة

ونظرت لوالدتها: عاملة أكل ايه يا ديحة

من سيُعيد قلبي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن