الفصل الرابع والعشرون

234 13 7
                                    

ردت فجر بسوقية: وأخاف ليه وهو أنت تقدر تعملي حاجه

أفسح لها الطريق للدخول وتشنج وجهه بتقزز: أدخلي يا ختي أدخلي

دلفت للداخل بينما أغلق هو الباب متجه للمطبخ ثم هتف بجدية: خمس دقايق والأكل يكون جاهز

_هو أنت اللي بتعمل الأكل؟

_ايوه

ودخل للمطبخ فأخرجت هاتفها بسرعة من حقيبتها ثم فتحت إحدى المواقع تبحث عن رقم الأسعاف تُتمتم بخفوت: ما الواحد بردوه مش مستغني عن عمره يعني

حفظت الرقم بعقلها لِتنظر حولها تستكشف المنزل بفضول خرج بعد ثوانٍ من المطبخ يحمل صحنان ثم وضعهم على الطاولة لِيعود مرة أخرى فجلست بأنتظاره حتى أحضر باقي الصحون وجلس قبلتها، وما إن وضعت أول ملعقة بفمها أغمضت أعينها بتلذُذ ثم تأملته بدهشة مُتسائلة نفسها بأنه يستطيع صُنع طعام بذلك المذاق فقد أعجبها كما أعجبها منزله فكان أشبه بغرفته بالمنزل الأخر ألوانه الهادئة وترتيبه الجيد بجانب المكتبة الصغيرة الموجودة بإحدى الأركان فكل شيء كان مثالي بدرجة كبيرة، دقق سليم النظر لها لعله يقدر على تفسير نظراتها: الأكل عجبك؟

_مكنتش أعرف أنك بتعرف تطبخ كده

ترك شوكته على الطاولة متسائلٍ: يعني عجبك؟

صاحت بعفوية: الأكل جامد جدًا ...أنت ليك مستقبل باهر في الطبخ يا بني

نظر لها بأرتياب من عفويتها ثم أومئ برأسه سريعًا وأمسك بشوكته مُجددًا عائدًا لِتناول طعامه

أمام منزل الفهد كان يجلس ذلك المجهول بإحدى المنازل المقابلة لمنزل الفهد فبعد أن علم بمكان منزله ظل يُراقبه لِيتضح له أنه لا يعيش بمفرده بل هنالك فتاة تُقيم معه بالمنزل فلم يهتم بأمر الفتاة ذلك المجهول الأحمق فهو لا يعلم أنهمها نفس الشخص فكيف له أن يكون بهذا الغباء ولا يعلم بذلك الأمر التافه ولكن نوى أنه سوف يُراقب تلك الفتاة بدلًا من أن يُراقب الفهد فعندما راقبه لمُدة وجد أن حياته روتينية جدًا يذهب لعمله ويتدرب قليلًا بالنادي القريب من المنزل ويجلس لمدة ليست بقليلة، وحين فكر بالأمر أدرك أنه سوف يصل للفهد عن طريق تلك الفتاة فلا يمنع أنه لديه فضول تجاهها فحين يراها يشعر بشعور غريب نحوها أم عيونها الحادة هي ما جذبته لها؟ ،نظر لأبعد مكان على مرمى بصره لذلك الحارس الذي يراقبه سرًا، فابتسم بأستهزاء فهُم يظنون أنه لا يعرف أنه مُراقب دائمًا فكيف له ألا يعرف فهُم من علموه بتلك الأشياء ثم نظر بأنتصار فكيف حتى الآن لا يعملون أنه يعلم ذلك ولكن سرعان ما تحولت تلك النظر للحزن والأستياء الذي جلى على وجهه كله فإلى متى سيظل سجين تلك القيود ظل بِه تسعة عشر عامًا في سجنٍ كبير لا يعرف بِه أحد

في منزل سليم بعد أن أنتهىَ من تناول طعامهما نهض سليم يحمل الأطباق وتبعته فجر تساعده

_أعملك قهوة معايا؟

من سيُعيد قلبي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن