البارت الرابعالملكة چاين
أقترب منه كارلوس بهدوء، ثم هتف بسخرية
" عندما نقوم بقتلها، ماذا سوف يحدث"؟
أبتعد عنه توني بتوتر، ثم أخذ يسير في جميع أنحاء الحديقه بتفكير وشرود فيما سوف يحدث عندما تموت الملكة، دون علم أحداً بالفاعل، فإن ماتت الملكة سوف يصبح العرش فارغ وتأخذه شقيقتها الصغري، التي لم تكن بمثل شجاعتها هي ووالداتها؛ لذا سوف يكون النصر علي المخلوقات البشرية أمر سهل جداً، يستطيعون فعله بكل سهولة، وحينها يمكنهم توسيع مكانها بالعيش في أراضي البشر وقتلهما جميعاً، ثم أردف بعد تفكير وصمت طال قليلاً
" كارلوس، سوف يحدث ما كنا نسعي إليه، سوف نحصل علي المملكة وجميع أراضي المخلوقات البشرية، وسوف يتسع عالمنا ونعيش في أمان، بعد التخلص منهما".
أومأ له كارلوس بتفكير، ثم أقترب منه بحذر، وهتف في أذنه بهمس
" أنت تعلم كثيراً مَن أنا يا صاحبي، وتعلم أيضاً أن كارلوس لا يستطيع أن يترك حقه من ما جعلته حديث الجميع اليوم ولسنوات أيضاً، لا أدري ما حدث لي عند سماع صوتها؛ ولكن لا يهم سوف يمر كل شئ واعود مثلما كنت من ذي قبل".
ثم أبتعد كارلوس عنه وتحرك من مكانه، ذاهباً إلي غرفته، ثم أستراد إليه وهو مزال يقف مكانه من صدمة ما حدث له من كارلوس، ثم هتف
" توني يمكنك الذهاب، اليوم البرد قارص عليك، أنصحك بذلك، يجب عليك الذهاب إلي غرفتك وهذا يكون أفضل لك"
نظر له توني بهدوء، ثم أخذ يسير أيضاً نحو غرفته، فهو لا يستطيع أن يري كارلوس يفكر بمفرده دون أن يدعه يفكر معه، فقد كانوا يداً واحدة دائما، لا أحد يفعل شئ بدون علم الأخر؛ ولكن الآن يري أن كارلوس سوف يفعل شئ لم يكن في الحسبان تماماً، ثم عاد إلي غرفته وجلس علي فراشه؛ حتي غلبه النعاس.
بينما في قصر الملكة چاين
كانت چاسمن تسير ببطء شديد في القصر ولم يعد لأقدامها صوتاً أبداً، ثم خرجت إلي المكان الذي تقابل به بيتر دائما، تتمني أن تراه هناك، لقد أشتاقت له كثيراً، فهو دائما ما يجلس هناك، وينظر إلي مياه النهر ليلاً، عندما يكون سعيد أو حزين، فهو يذهب إلي مياه النهر الذي يستطيع أن يفرغ ما بداخله من حزن وسعادة دون ملل، لقد كانت چاسمن تأتي عندما تشتاق إليه وتنظر إليه من بعيد؛ حتي لا يعرف أنها تراقبه، هي تشعر بأنه يُحبها مثلما تحبه؛ ولكن تخشي أن تعترف له أنها تحبه وتعرف أنه لا يُحبها سوف تكون هذه مأساة بالنسبه لها، سوف يتحطم قلبها إلي أشلاء، حتماً لا تستطيع تحمل ذلك أبداً، ثم وصلت أخيراً إلي المكان الذي يجلس عليه بيتر دائما؛ ولكنها لن تجده هناك، مثلما كانت تعتقد، جلست في مكانه وأخذت تبكي بحرقة شديدة، فهي تعاني من ألم حبه مُنذ سنوات ولا تستطيع تحمل أكثر من ذلك، يا لهو من عذاب شديد يحل علي القلب وينهشه دون رحمه أو شفقه علي المسكين صاحب القلب، ثم أخذت تناجي ربها بصوت منخفض أن تلمح طيفه أو تراه للحظه فقط، لقد أشتاقت له مرت أيام كثيرة مُنذ أن رأته، ثم رفعت بأنظارها إلي السماء تشاهد منظر النجوم وهي تلمع في السماء الصافية وشكل القمر والنجوم تحتضنه بكل حب، ثم أبتسمت بين بكائها وتخيلت بيتر وهو يحتضنها كما تحتضن النجوم القمر، ثم أغمضت عيونها بإستمتاع للحظه بهذا التخيل الرائع الذي يجمعها مع بيتر، ثم فتحت عيونها بفزع علي صوته الرجولي قائلا
" هذا مكاني أنسه"
أدرات رأسها له ببكاء وأبتسامة سعيدة أيضاً في أنٍ واحد، ثم هتفت بلهفه
" بيتر كيف حالك"؟
نظر لها بيتر بإستغراب، فقد كان يعتقد وجود فتاة أخري غيرها، لم يعتقد أن چاسمن هي من تجلس مكانه، لو كان يعلم أو رأها لكان ترك لها المكان بأكمله، فهو يسعد برؤيتها كثيراً، ثم أقترب منها بقلق من وجود دموع علي وجنتيها أثر بكائها، ثم أردف بتساؤل
" لما البكاء چاسمن، ما بكِ"؟
أنفجرت چاسمن باكية بشدة ولم تستطع منع شقهاتها في العلو أكثر وأكثر، ثم أقترب منها بيتر بقلق بالغ، ثم نظر إلي عيونها الباكية بخوف شديد
" ما بكِ چاسمن، هل قام أحد بمضايقتك"؟!
هزت چاسمن رأسها بنفي وظلت تبكي بقوة شديدة، لقد أشتاقت له كثيراً وهو لم يشعر بها أبداً، لا تستطيع تحديد مشاعره تجاهها أبداً، هل هو يحبها ام يهتم لأمرها من باب الرجولة فقط، ثم أقترب بيتر أكثر وأخذها بين أحضانه بحنان وهو يرتب علي ظهرها بهدوء، قائلا
" كفي عن البكاء، فقط أهدائي، لا يوجد أمر يستدعي كل هذا البكاء چاسمن".
تصلبت چاسمن في أحضانه ولم تعد تبكي أو تفعل أي شئ، فقد كانت مصدومه من ما حدث للتو، بيتر يأخذها بين أحضانه ويحاول تهدأتها، ثم أجابت بصوت مبحوح حاولت أن تخرجه جاد، قائله
" أبتعد قليلاً أرجوك"
أبتعد عنها بيتر بصدمة من ما فعله للتو، لم يكن عليه أن يتسرع ويذهب إليها ويأخذها بين أحضانه بهذا الشكل، لقد أخطئ كثيراً، لما فعل ذلك، ظل بيتر يلوم نفسه في سره قليلاً، ثم أجاب بهدوء
أنت تقرأ
الملكة چاين (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Fantasyتحكي القصة عن ملكة شجاعة تقاتل ولا يجرؤ أحد على مواجهتها. تقع في حب أكبر عدو لها وتصبح حياتها سعيدة عندما تقتصر على القتال والقتال