١٠

33 8 28
                                    

شخصيّة اليوم.
الربان راندل راموس

**************************

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

**************************


          التمع ضوء المصباح الزيتي حين انعكاسه على الحبر الأسود، وتراقصت الكلمات على الورق كما تراقصت عينا الفتاة الزمرديتان.

الليل قد وضع غطائه على المملكة، وعلمت يقيناً أن الملكة قد خلدت إلي فراشها في هذا الوقت المتأخر. لذلك انتظمت أنفاسها واطمأن قلبها بينما تخطّ يداها حروف الخيانة على الورقة.

ظلت ميرلي وصيفة الملكة الأولى ،الشقراء حادة الطباع ذات الكلمة العليا في القصر وكأنها تطبّعت بطباع أورليا. وبذات الوقت كانت الخنجر المغروز بوسط ظهر الملكة، لا يتزحزح ولا تجد إلي نزعه سبيلا.

أكملت كتابة الرسالة، خلعت خاتمها ذا الفصّ الفيروزيّ البرّاق، وسرعان ما فصلت الجوهرة عن المعدن ليظهر ختم صغير بأحد أحرف لغة أوفارديا القديمة. وضعت الختم على الشمع الذائب وضغطته، وبخلدها تجول فكرة واحدة، ألا أنّ أورليا تستحقّ ذلك وأكثر، ولو طالتها يداها لوضعت ذلك الختم على جثتها بالنار.

  لأنها تستحق....
  تستحق......

أعادت قراءة الرسالة مرّات ومرّات، تجول عيناها بين الحروف، وتتصارع الأفكار في رأسها لتزيد من ارهاقها، لقد رافقت أورليا لعشر سنوات ورأت فيهنّ الفظائع ،شهدت على جنونها واختلالها وعلمت أن لابدّ لها من رادع، ولكن إن شكّت ذهبيّة العينين فيها لبُرهة فمصيرها محتوم وميتتها شنيعة لا محالة.

            دبيب الأقدام على أرضيّة الرواق الرخامية، وطرقات على الباب الخشبي جعلت قلبها يقفز فزعاً فاعتدلت على كرسيها، وبيدين مرتعشتين سارعت بإخفاء الرسالة بين طيّات  ثوبها المخمليّ النيليّ.

من سيأتي إلى غرفتها في هذا الوقت؟
هل يعقل أنّ الملكة قد عرفَت؟

بساقين كالهلام ارتجافاً أجبرت نفسها على النهوض، وسارت في غير اتزان نحو باب الغرفة تتمنى فقط لو تتبخر هي أو ذلك الكيان القابع خلف الباب. وللحظة تخيّلت ظلّاً أسود ينفذ عبر الجدار ليسقط على الأرض، عند قدميها، ويزحف على طول ساقيها.

القرن المظلم : عواصف الشتاء.( مستمرة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن