٢٤

51 2 1
                                    


لم يكن ميناء ليون آن بذات عظمة ميناء المنارة ،الا إنه امتاز بسواحله الرملية الممتدة والمعانقة للغابات الحدودية بين سوليتروس وميراكيلا ،أين يمكن نصب الكمائن ويسهل الإنقضاض تحت حجابٍ أخضر .

للمرة الأولى منذ زمن شعر رومان بالغبطة وهو يرى خيام معسكر سوليتروس متوزعة كالنجوم عند حدود الغابة ،وقد ارتقت أعمدة الدخان لتعانق عنان السماء .

" يالغباء قادة الجنوب،كيف يمكنهم النوم قريري العيون في مكان كهذا" سخر رومان بخفوت بينما يتراجع نحو مقدمة جيشه ،حيث كان ينتظره عدد من قادة ويلثفيل رفقة القائد لاكاي الذي قابله منذ يومين .

ابتسم لاكاي بوقار قائلاً " لأصدقك القول مولاي،حين قررت الذهاب شمالاً لجلب الإمداد ظننته قراراً طائشاً ومتهوراً "

أشار رومان لسريّة من الجنود بالتقدم عبر حدود الغابة ،قبل أن يجيب ضاحكاً " يبدو أن رأيك قد تغيّر الآن ".

" تبين أن الرحلة كانت مفيدة للغاية ،وجلالتها ستكون محبطة للغاية أيضاً "أجاب لاكاي يتبادل نظرات ذات مغزى مع رومان ،

ضحك رومان حين ترائى في مخيلته وجه أورليا الساخط ،ثم سار عبد طريق ضيق ووعر عبر الأشجار بينما يقول " سأتعامل مع أورليا لاحقاً ،سنحظى بانتصارنا أولاً ثم نفكر فيما يليه ".

في حقيقة الأمر كان التفكير في رأى أورليا وأوامرها آخر همومه ،متى ستتعلم الفتاة أن الحكم يثبت بالقوة والدهاء وليس بالقوة وحدها!

قرب خيمة الملك كان قائد الكتيبة الثالثة واقفاً يوجه حديثاً لأحد جنوده .وما إن رأى الملك والجنرال الأول للجيش انحنى احتراماً ليتلقى أوامر رومان الذي قال " ماركو ،لابدّ أنهم قاموا بنشر قوّاتٍ عند أطراف الغابة ،أقتلوا كلّ من تجدونه يحوم حول تلك المنطقة ،بهدوء ودون إحداث جلبة ".

" أمرك مولاي ". ابتسم الرجل ذو الوجه الخبيث وسرعان ما اختفى بين الأشجار ليتمّ مهمته على أكمل وجه،فقد عرف عن الرجل هوسه بإراقة الدماء .

دلف رومان إلى الخيمة وجلس ليشاركه الجلوس لاكاي الذي وضع سيفه جانباً وأولى اهتمامه واصغائه للملك حين قال " في أحوال كهذه لا يمكنني وضع ثقتي بشخص غيرك ،لذلك ستظل الخطة الكاملة سراً بين كلينا ".

" كما يرى جلالته ".

على الطاولة أمامهما استلقت خريطة شديدة الدقة في وصف تضاريس المنطقة ،وعند تلك المنطقة الخضراء الداكنة والتي يحفها مجرى النهر استقرت عينا رومان ليقول في خبث " أظن أنّ نتيجة هذه المعركة محسومة لصالحنا ،لذلك سننتقل لما بعد النصر ".

انعقد حاجبا لاكاي حين تلاطمت في رأسه الأسئلة .
ما الذي حدث وجعل خطط الملك تتحول بهذا الشكل ؟
هل يعقل أن هدفه التالي هو مدينة إيمرلد ؟
هل الملكة على علم بهذا القرار؟
هل سينجح هجومهم هذا فعلاً ويكلل بالانتصار والاستيلاء على ميناء ليون آن؟
طفت جميع تلك الأسئلة وغيرها في عقله ليرسو سؤال واحد فقط على لسانه ولم يتردد في قوله " عفواً ولكن ما الذي يجعلك واثقاً لهذه الدرجة؟".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

القرن المظلم : عواصف الشتاء.( مستمرة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن