١٢

31 8 18
                                    

        شخصيّة اليوم.      
.
أدريان ثانيس

*********************** 

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


***********************
 

       

               أشرقت شمس الشتاء الباردة على القرية الصغيرة، وارتفعت أعمدة الدخان الأسود من مداخن البيوت المصطفّة على جانبَي الطريق الواسع.

من الغريب انّ رعايا أورليا لايزالون لم يقوموا بثورة ضدها رغم ضيق معيشتهم، ربما لأنهم يخافون جنونها الذي يكبر معها عاماً بعام، أو أنهم شاكرون لها على الأمان الذي يحظون به دون غيرهم من الممالك. ذلك الأمان الذي أضحى البخار فوق قدرٍ يغلي، سرعان ما سيتلاشى ويزول.

هذا ما فكّر به رومان بينما يرخي رأسه على حاجز النافذة الخشبيّ، عيناه تحدقان بلون السماء الصافي المماثل  لقزحيتيه، ولكم كان غريباً ان السماء صافية اليوم رغم برودة الجو، لا عواصف ثلجية أو أمطار.

" مولاي" تحدث الشاب ذو اللحية الشقراء الخفيفة ليقاطعه رومان دون أن يغير وضعيته قائلا. " هال، أخبرتك ألاّ تناديني مولاي طوال هذه المهمّة، أخبرتك للمرة الخامسة حتى الآن"

حكّ هال مؤخرة عنقه بإحراج ليقول " آسف، أ_أعني سيدي، متى سنغادر القرية؟".

كانت إقامتهم بالقرية مؤقتة بعد ان إستمرّت رحلتهم لثمانية أيّام لم يتوقفوا خلالها إلاّ للضرورة، وبعد ان هاجمتهم إحدى العواصف القاسية اضطروا للنزول بالقرية جنوبيّ حدود مملكة عائلته السابقة.

تنهّد رومان بينما يضع معطفه على كتفيه، وبعد صمت وتفكير قصيرين أجابه قائلاً " تناولوا طعامكم أولاً، سأتجوّل بالخارج ريثما تنتهون، وبعدها سنغادر".

" ألن تتناول الطعام؟"سأله الشاب بتعجّب حين لاحظ أنّه لم يتناول الطعام منذ يومين ربما، بسبب فعلته التي فعلها من وراء أورليا أو أمر آخر.

نفى رومان " لا، لست جائعاً"،بينما قدماه تخطوان خارج الكوخ ويتلاشى صوته خلفه.

سار بين الطرقات البيضاء الواسعة، الكثير من أبواب المنازل قد فتحت ليخرج الناس إلى أعمالهم وكسب قوتهم، أطفال صغار بملابس من الفرو الكثيف يلعبون بكرات الثلج، وصبيّان صغيران قد تسلّقا إحدى الأشجار الجرداء ليقذفا بقيّة الأطفال بكراتهما الثلجية الصغيرة.

القرن المظلم : عواصف الشتاء.( مستمرة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن