شخصية اليوم💛.
.
.
راتري
*************************
تعالى حفيف الأشجار إثر تسارع زخات الرياح، ثائرة كانت تصرخ بالوعيد، يتعالى صفيرها مع مرور كلّ ثانية. تلبّدت السماء بسحاب غزير وبكت ثلجاً كثيراً على القبر الصغير.وقف أدريان بملامح عابسة، يحبس ذلك الإحساس المقيت بالضعف ويزجره عن الظهور.
لم يستطع الوفاء بوعده لراتري، لم يستطع إنقاذ الفتاة. ربما ستعود راتري لترى قبر شقيقتها الصغرى.
لقد فعلها بولدو، عذّب الفتاة حتى الموت، وأكمل تعذيبها بقطع لسانها ثم رماها تحتضر بين ذراعي أدريان. كانت صغيرة وهزيلة، تعجّب إدريان من بقائها على قيد الحياة حتى ذلك الزمن، لقد قاومت بكل ما لديها للبقاء ولكنّ الزينديلو كتب لها نهاية مؤلمة.
وقف بولدو خلفه، بعبوس زائف تظهره عيناه الضجرتان. حقيقة لم يكن يبالي، لم يكن ليهتم إن عاشت أو ماتت فكلّ ما يهمّه هو راتري.
بنظرات ساخطة رمق أدريان بولدو، مانعاً نفسه من الإنقضاض عليه وحصد روحه، فصورة الفتاة المشوٍهة علقت بذهنه، وفشلت جميع محاولاته لتناسيها.
" هل استحقّت الموت على أيّاً كان ما فعلته؟" قال أدريان بينما يتراجع بخطواته مبتعداً عن القبر، حيث وقف وجهاً لوجه ضدّ القاتل بولدو.
لم يبدُ على الزينديلو الندم، بل لم يبدُ متأثراً للميتة الشنيعة التي حصلت عليها شقيقة حبيبته، وشرع يثبّت خنجره بغمده قائلاً " لقد كانت ضعيفة، الضعفاء لا يستطيعون العيش في هذه الحياة. الضعفاء تسحقهم الحياة".
في الحقيقة لم ينوِ بولدو قتل الفتاة، لو كان يريد قتلها لفعلها منذ طالتها يداه ،ولكنه أذاقها الويلات. وأرادها أن تجن إثر التعذيب..
تلك كانت خطته، ان يعذبها حتى الجنون، وحينها ستسير في الطرقات بينما تهذي بالترهات، لن يصدقها أحد حينها ولن يلقي لها بالاً.. ولكنها كانت هشّة وضعيفة ،أضعف مما ظنّ.
اكفهرّ وجه أدريان بينما يسير مبتعداً عنه، مشيراً بأصابع الإتهام نحو بولدو " لم تسحقها الحياة. من سحقها هو أنت بولدو، كيف ستخبر شقيقتها بما حدث؟".
أنت تقرأ
القرن المظلم : عواصف الشتاء.( مستمرة)
Historical Fiction📌 ركعت عند قدميه تتوسّل الرحمة، تطلب العفو والرضى فقط ليبقي على حياة أشخاص أبرياء. لم تشفع لها عنده جميع العَبَرات والتوسلات، كان جبروته أكبر من حبه لها ولم يتجشّم عناء إخفاء تلك الحقيقة. تراقصت أشباح النار على سور القلعة الحجري، علت صيح...