الـبــــــارت الأول : « الـبـدايـه »

13.3K 640 249
                                    


ابتسم وهو يكمل رسمته بهدوء شديد يجلس بالمرسم الخاص به لا احد بجواره ولا يريد أحد جواره حتى ينهى تلك اللوحه الرائعه اغمض عيناه لولهه وهو يستنشق رائحه عبيرها الذى أصبح يميزها من بين الاالاف ليهتف بنبره عاشقه : تعالى يا فرحه

ضمت شفتيها بتفكير وهى تقترب منه أكثر : انا
ما تكلمتش على فكره عشان تعرفنى

ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيه وهو يستمع لنبرة صوتها الذى تغير مزاجه بعشق كبير ليلتفت لها وهو يخلع نظارته بضحك : وانتى متضايقه ليه يا فرحه

جلست على هذا الكرسى حتى تصبح قريبه منه : اصل كل مره انت بتعرفنى من غير ما اتكلم اى حاجه

داعب أنفها بيده : عشان انتى مميزه عن اى احد

ابتسمت وهى تنظر له لتتجه بأنظارها على تلك الرسمه الرائعه ثم هتفت بإعجاب : واو اى الجمال
دا يا اسر

مازال هذا القلب يرفرف كلما استمع لاسمه منها بتلك الطريقه المختلفه عن الجميع تأسره بكل شئ بها مختلفه وفريده من نوعها عن الجميع عقدت حاجبيها بتساؤل وهو تنظر له : انت بتضحك
على اى

_ ولا حاجه يا فرحه

نظرت له مبتسمه لتهتف بحماس : انا فضلت سهرانه امبارح طول الليل عشان اخلص اللوحه وخلصتها

اكمل هو بتشجيع : طب هى فين مجبتيهاش معاكى ليه

_ لا جبتها.....ثم ابتعدت عنها واتجهت لاخر الغرفه لتأتى بتلك اللوحه وبدأت بفك غلافها ثم أعطتها له تابع رسمتها بانبهار واعجاب شديد : تحفه بجد يا فرحه انتى فنانه و موهوبه بجد

اخذت النظاره منه وارتدها بغرور : طبعا مش تعلميك انت يا فنان انا تلميذتك انت

تنهد بحراره وهو يتابعها بشغف قوى يريد اخذها لابعد مكان يريدها أن تكون له ولكن هى لا تبالي به فقط وجودها معه كتلميذه تتعلم منه فنون الرسم هذا ما يفهمه منها

نظرت له بتساؤل : قولى بقاا هنروح المعرض امتى

اخذ نظارته منها وارتداها هو ليعاود النظر لها مجدداً : مش عارف انا لسه قدامى كام لوحه عاوزه تخلص

_ بس انت ماقولتش يعنى ولا عرفتنى اى حاجه يا اسر

_ مش عاوز اتعبك معايا

عقدت حاجبيها بذهول ثم هتفت باستغراب شديد : من امتى فين بينا الكلام دا يا استاذى على فكره بقااا من بكرا انا هفضل معاك هناا ومش هسيبك غير لما نخلص كل اللوحات اللى باقيه سوا

هز رأسه بنفى مبتسم لها بحب : هتتعبى يا فرحه
انا هعرف اخلص كل حاجه لوحدى

وقفت واقتربت منه أكثر : مين قال إنى هتعب ثم انى بحب افضل ارسم اوى يا اسر

وقف هو الآخر واقترب أكثر حتى بات لا يفصل بينهما شئ نظر داخل عينيها بشغف كبير وعشق اكبر من يرى تلك النظرات يقسم أنه متيم ومجنون بتلك الواقفه أمامه هتف بصوت هادئ : وانا كمان بحب الرسم اوى يا فرحه

جنونى بكِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن