قَدْ نَرَاهُمْ يَبْتَسِمُونَ ، يَضْحَكُونَ ،سَعِيدِينَ بِحَيَاةٍ وَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا الْمُعَانَاةَ وَلَمْ يَشْعُرُوا بِأَلَمٍ لَكِنْ أَنْ اقْتَرَبَتْ مِنْهُمْ وَحَاوَلَتْ مَعْرِفَةَ مَا بِدَاخِلِهِمْ سَيُصِيبُكَ الْالْمُ أَكْثَرَ مِمَّا تَظُنُّ . هَكَذَا الْحَالُ مَعَ بَطْلَتِنَا الَّتِي دَوْمَاً مَا كَانَتْ تَبْتَسِمُ وَلَا تُخْبِرُ أَحَداً بِمَا مَرَّتْ بِهِ لَا تُشَارِكُ أَلَمَهَا لَاحِدٌ بَلْ تُبْقِي عَلَيْهِ فِي قَلْبِهَا تَبْتَسِمُ ،تَضْحَكُ ، تَنْشُرُ السَّعَادَةَ ايْنَمَا حَلَّتْ وَبِدَاخِلِهَا هِيَ بِحَاجَةٍ لِمَنْ يَجْعَلُهَا تَبْتَسِمُ ، تَضْحَكُ بِصِدْقٍ ، يَنْشُرُ السَّعَادَةَ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِهَا .
"مَاذَا حَدَثَ لِوَالِدَتِكِ ؟"
_سَأَلَهَا بِحُزْنٍ_
مَشَاعِرُ مُضْطَرِبَةٌ سَيْطَرَتْ عَلَيْهُ فَهُوَ يَتَأَمَّلُ أَنْ تَقُولَ لَهُ أَنَّهَا لَمْ تُقْتَلْ لَمْ يَحْدُثْ لَهَا كَمَا حَدَثَ لِاهِلِ الْقَرْيَةِ آمَالٌ زَائِفَةٌ يَخْدَعُ نَفْسَهُ بِهَا .
بِمُجَرَّدِ أَنْ سَمِعْتُ سُؤَالَهُ أَجْهَشْتُ بِبُكَاءٍ أَكْثَرَ حَتَّى اخْتَفَى صَوْتُهَا ، شَعَرَ بِنَدَمٍ لَانَهُ سَأَلَهَا . أَخَذَتْ تُخْبِرُهُ بِمَا مَرَّتْ بِهِ بَعْدَ هَذَا.
.
.
مَرَّتْ رِيَاحٌ طَفِيفَةٌ تَحْمِلُ لَهَبَ النِّيرَانِ مَعَهَا فَحَرَّكَتْ خَصَلَاتُ شَعْرِهَا الْأَحْمَرِ لِتُزِيحَهَا عَنْ عَيْنَيْهَا الَّتِي فَزِعَتْ بِمَا رَأَتْ ، اخْذَتْ تَبْحَثُ بَيْنَ الْمَوْجُودِينَ بِعَيْنَيْهَا عَنْ احِداً قَلْبُهَا يُخْفِقُ قَلَقاً عَلَيْهِ ، رَأَتْ وَالِدَتَهَا وَهِيَ تُقَاتِلُ زَعِيمَهُمْ ، مَهَارَاتِهَا الْقِتَالِيَّةَ لَا بَأْسَ بِهَا لَكِنَّهَا لَيْسَتْ نِدًّاً لِزَعِيمِ الْخَنْفِسَاءِ ، خَرَجَتْ مِنْ مَخْبَئِهَا ، تَرْكُضُ نَاحِيَةَ وَالِدَتِهَا ،تُرِيدُ إِنْقَاذَهَا بِأَيِّ ثَمَنٍ ، وَصَلَتْ عَلَى بُعْدِ أَمْتَارٍ عَنْهَا أَرَادَتْ التَّدَخُّلَ لِتَنْقِذَ وَالِدَتَهَا لَكِنَّ اتِّبَاعَ الْخَنْفُسَاءِ أَمْسَكُوا بِهَا ، مُجَرَّدُ تَنْظُرٍ لَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَ شَيْءٍ وَسِتَّةَ ايَادِيَ تُقَيِّدُهَا وَتَضْرِبُهَا ، انْشَغَلَتْ الْامُّ بِنَظَرٍ لِأَبْنَتِهَا الَى أَنْ تَعَثَّرَتْ وَسَقَطَتْ أَرْضاً ، نَظَرَتْ إِلَى أَبْنَتِهَا ، حَاوَلَتْ النُّهُوضَ مِنْ الْأَرْضِ ، سَيْفٌ اخْتَرَقَ قَلْبَهَا فَثَبَتَ جَسَدُهَا بِأَرْضٍ ، خَرَجَتْ الدِّمَاءُ مِنْ فَمِهَا حَرَّكَتْ شَفَتَيْهَا لِتَرَى أَيْسَل شَفَتَاهَا وَهُمَا تَتَحَرَّكَ .
تَحَدَّثَتْ بِكَلِمَاتٍ مَكْبُوتِهِ مِنْ شِدَّةِ الَالْمِ الَّذِي أَصَابَهَا ، اشْتَعَلَتْ شَرَارَةٌ فِي قَلْبِهَا وَفُؤَادِهَا عَلَى وَالِدَتِهَا ، اخْذَتْ تَتَحَرَّكُ بِسُرْعَةٍ وَتَقْتُلُ مَنْ كَانَ يُمْسِكُهَا ، اخْذَتْ تَسِيرُ وَالْأَلَمُ قَدْ أَصَابَ جَمِيعَ أَنْحَاءِ جَسَدِهَا ، وَسَطَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ الضَّوَارِي تُحِيطُ بِهَا لَا تَعْلَمُ مَعْنَى الْإِنْسَانِيَّةِ ، سَارَتْ خُطُوَاتُهَا بِأَلَمٍ شَدِيدٍ بَيْنَمَا تَهُبُّ نَسَمَاتُ الرِّيَاحِ السَّاخِنَةُ الَّتِي تَحْمِلُ مَعَهَا رَائِحَةَ اللَّحْمِ الْمُحْتَرِقِ لِبَعْضِ جُثَثِ اهَالِي الْقَرْيَةِ ، تَشَبَّعَتْ بِتِلْكَ الرَّائِحَةِ إِلَى أَنْ وَصَلَتْ عَلَى بُعْدِ أَمْتَارٍ إِلَى أُمِّهَا فَمَسَكَهَا احْدُهُمْ وَجَعَلَهَا تَرْكَعُ عَلَى قَدَمَيْهَا
أنت تقرأ
الامبراطور الحقيقي The real emperor
Mystery / Thrillerمكتملة أمبراطورية كبيرة وعريقة قسمت لاسبابٍ مجهولة لتصبح أربعة مَمالك . كثر الفساد والظلم والحروب بين هذه الممالك وتم سقوط احدى هذه الْممالك بيد أخرى لتبدأ قصة فتاةٍ ذكيةٍ وماكرة ومخططة بارعة وقاتلة محترفة لتنتقم من الممالك جميعها كانتقام لوالدتها...
