الامبراطور الحقيقي The real emperor

الفصل 18 / خَبير السُمُوم

في فصل الخريف تتساقط زخات المطر لتعطي ندى لاوراق الاشجار الذابلة ، الارض مبتلة بمياة المطر والبيوت كذلك ، الشوارع الفارغة والخالية من السكان  لا وجود لحياة في مدينة قسطيس فمَطر عكر مزاج الناس فكُل جليس بيته مع عائلته لا يهتمون لارزاقهم التي قطعت بسبب سوء الطقس بل هم سعداء بقضاء الوقت الجميل مع احبائهم . 

تحت زخات المطر كانت هناك فرقة من الجنود يضربون الطبول ويعلنون عن اصابة الاميرة ايسل بسمّ القاتل ويطلبون من سكان البلاد الدعاء لها بشفاء ، كانت خطوة غير موفقة لارون ان يعلن عن اصابة زوجته بسم فاعداءه ينتظرون الوقت المناسب لشن الهجوم عليهم فربما لحظة يأس انتابته جعلته يعلم الجميع ، فاخذ الناس ما بين مؤيد لدعاء اليها وبين الدعاء عليها فالبعض يراها كما قالت الشائعات  عنها والبعض يراها بطلة لانها اوقفت تمرد كاد يقتل الالآف الارواح وما اشد الماً ان يدعي عليها مظلوم يظن ان ظلامته بسببها والحقيقية غير . 

بمجرد ان هدأت الامطار اخذ ارون حصانهُ وذهب الى بيت لاريسا ليرى كيف ينقذ حبيبته دخل داره وجدهُ في عيادتهُ يحاول ان يصنعَ دواء ، دخل عليه حالما راهُ هو الاخر قدم التحية له ولم يهتم له كثيراً فصناعة الدواء لاخته اهم من انشغالهُ

"ان انقذتها سأبني لكَ عيادةً كبيرةً"
_تحدث ارون بهدوء كمن يريد اغراءهُ_

"لستُ بحاجةً الى شيء سافعل جهدي لانقاذها ، سموكَ اتعلم ما قرابتي بايسل ؟"
_تحدث لاريسا بانزعاج ووجه سؤاله_

"قرابة ماذا ؟"
_اجاب ارون_

"الامير ريلن كان له ابنٌ بتمني يدعى لاري وانا هذا الابن اي ان ايسل هي اختي الصغيرة التي تربيت لجوارها ، ابي ريلن لم يفرق بيننا وربانا كلانا اننا ابناءهُ لكن لا رابطة دم تجمعنا"
_تحدث لاريسا بهدوء_

"لا اعلم بشان هذا"
_رد ارون بهدوء_

"جمعني القدر بأحب الناس لقبلي ولن ادع الموت يسرقها مني"
_تحدث لاريسا بانزعاج_

تعاطف ارون من لاريسا لانه كل هذه السنوات يظن ان ايسل ميته ولا يعلم انها حية وها هو اليوم اجتمع بها والموت على وشك يفرقهما ، وضع يده على كتفه بهدوء

"لا تضغط على نفسك ان كان قدرها ان تنجؤ ستنجؤ اذهب لبقاء بجوارها دعها تشعر بوجود فرد من عائلتها"
_تحدث ارون بحزن_

ترك المكان وغادر جاعل لاريسا في حيرة من امره هل يستسلم ويترك اخته تموت ام يبقى يحاول وجميع محاولاته تفشل ، دخلت زوجته وقد احضرت له شاي ساخن