يا عزوف القلب في عز الظروف ياضيا هالكون في عزة غيم

39

ياماسهرتك طيف في برد الليالي والظلام
حتى بزوغ الفجر يمسح طيفك وعني يزيح
فرنسا
مستشفى باريس تحديدا
غرفه سميه
كانت مستلقيه عالسرير والأجهزة من حولها
وإبر المغذي و وحدات الدم بيدينها
كانت ساكنه عن الحركه ، مايتحرك فيها
سوى صدرها اللي يصعد ويهبط دلاله على
التنفس
كانت جالسه بجنبها عزوف وسانده راسها
على يدها وتبكي من دون صوت ، مجرد
دموع تنزف من عيونها

وحرقه بصدرها مشتعله
لحد الحين مو مستوعبه اللي صار ، أو
بالأحرى مستوعبه لكن مو حابه تدخل
هالفكره برأسها ابد
كانت قريبه من ابوها مره وكانت المدللة
الخاصة فيه
صعب شعور انك تفقد شخص كنت تعني له
كل شي وكان الأقرب لقلبك دائما وأبدا
وكانت بعد توام روح داليا اللي تعتبرها اكثر
من مجرد اخت
كانت لها الأخت، والصاحبه، والناصحة
كانت مره قريبه منها
صعب جدا شعور الفقد ، جدا صعب ~
حست بيد أمها تتحرك ورفعت راسها
بسرعه
ناظرت فيها وكانت عاقده حواجبها
وعيونها ترمش عالخفيف دلاله على انها
بدت تصحى
مسحت عزوف دموعها بسرعه
وهمست بنبره تر ّجي: اصحي يمه ترا اشتقت
لك..
ما أمداها تنهي جملتها الا بسميه فتحت
عيونها
ابتسمت عزوف بفرح لكن سرعان ماتلاشت
بسمتها
لما أمها رجعت غمضت عيونها من جديد لكن
بشكل أقوى ورفعت يدينها لراسها تضغط
عليه بقوه
ابتلعت ريقها عزوف بخوف وهمست برجفه
؛ يمه
حبيبتي فيك شي ؟
ام عزوف ارخت يديها من حست بنبرة بنتها
الخايفه
ولمحت دموعها هزت راسها بالنفي
وهمست
بثقل ؛ لا ي يمه
عزوف ارتخت ملامحها وبدت دموعها تنهمر
بشكل
اكبر وهمست من بين شهقاتها ؛ييييمه
خفتتت انـ..

قاطعتها امها بحنيه وهي تثاقل على عمرها
رغم الصداع
الي تحس فيه الا ان نبرة بنتها ودموعها
اثقل عليها من
كل شي همست ؛ ي بعد قلب امك م فيني
شي
لا تبكين وتعورين قلبي
ُعزوف هزت راسها بالنفي وهمست وهي
تمسح
دموعها الي نزلت بسرعه ؛ بسم الله على
قلبك يمه ، هاه شوفيني م قعد ابكي
سميه ابتسمت بخفه على شكل بنتها وسكت
ُعزوف ابتسمت لابتسامة امها وهمست
بضيق ؛ حتى ابتسامتك ذي اشتقت لها
سميه همست بمزح وهي تناظر بعيونها ؛
اشوف بنتي
تبدلت وين عزوف ؟
عزوف ضحكت بخفه ؛ اخذت اجازه
سكتت لثواني ثم استرسلت وهي ماسكه بيد
امها
وشاده عليها وتمسح عليها ؛ يمه ادري اني
دايم دفشه
ومعذبتك ودايم اخليك تشيلين همي كثير بس
والله يمه اني احبك ومو قصدي اني اعذبك
معي بس يمه م اعرف اعبر عن مشاعري
ودايم ل ّما اسوي شي واخليك تعصبين مني
لان هذا تعبيري عن محبتي حتى هواشك لي
احبه
مسحت دمعتها الي نزلت ؛ ادري ان
مشاعري لك يمه معوقه ب

يامارسمتك حلم في لذة رقادي والمنام
حتى صحيت فواقع الفرقى وانا قلبي جريح
مسحت دمعتها الي نزلت ؛ ادري ان
مشاعري لك يمه معوقه بس وربي احبك يمه
وربي وم اقدر اتحمل انك تغيبين عني لو يوم
، ومن اليوم يمه اوعدك بسوي اللي تبينه
وبصير مثل ماتبين و م راح اعذبك معي ابد
حتى دراستي بلتزم فيها وبترك عني الطيش
والهبال بس ابيك تكونين جنبي وم تتركيني
ابتسمت لها سميه وسرعان ما تلاشت
ابتسامتها لما انعاد ببالها شريط الحادث
وازداد صداعها مسكت راسها بألم وضغطت
عليه وهي تسترجع الحادث بتفاصيله
طلعت منها شهقه خوف ؛ ستيف وداليا وين؟
ابتلعت ريقها عزوف
بينما سميه رمشت بهلع ولفت لها: كانوا
معي بالسيارات وينهم؟
ماردت عزوف باي حرف ولا عندها الجرأه
اساسا انها ترد
ابتلعت ريقها سميه من سكوتها وفهمت ان
فيهم شي
نطقت بهمس بطيء وغصه ماليه حلقها :
ماتوا؟
نزلت راسها عزوف وغمضت عيونها بقوه
أما سميه انجنت من رده فعلها ونطقت

بهمس : ردي علي ي عزوف!
انفجرت عزوف تبكي وهالشي زاد من جنون
سميه اكثر
صرخت بكل حبالها الصوتيه
صرخه مليانه الم ووجع وصدمه
عضت على شفتها عزوف
وماقدرت تتحمل منظر أمها وهي منهاره
قامت من عالكرسي وطلعت لبرا ودموعها
شلالات على خدها
كان بلال جالس برا وفز لما شافها طلعت
وهي تبكي خاف يكون صاير شي لسميه
واتجه لها بسرعه
كانت سانده نفسها عالجدار وحاطه يدينها
على وجهها وتبكي بشكل موجع
جاء قبالها بلال ومد يدينه ليدينها وحاول
يبعدهم عن وجها
لكن عزوف كانت تهز راسها ب لا دلاله على
رفضها
نطق بلال بحنيه وهمس؛ عزوف!
ارتخت يدين عزوف من نبرته وبدون

مقدمات دفنت وجها بصدره وكملت تبكي
بوجع
غمض عيونه بلال بضيق عليها وحاوطها
بيدينه وصار يمسح على شعرها
لحد ماهدت
استغل هدوئها بلال ونطق بخفوت: وش صار
ي عزوف؟
امك فيها شي؟
هزت راسها عزوف ب اي
فز بلال وأبعدها عنه بسرعه : شفيها!
همست عزوف بضيق : درت بموتهم ،
ومنهاره حيل
غمض عيونه بلال بضيق وتنهد ، رجع ناظر
لها : وأنتي ليش طلعتي تبكين؟
مسحت عزوف دمعه من على خدها وهمست
: ماتحملت أشوفها منهاره وأنا عاجزه ما
اقدر اسوي لها شي
بلال بحنان : ومن قال انك عاجزه؟
لا منتي عاجزه لكن احترتي وخفتي
مابي اسمعك تقولين عاجزه تفهمين؟ منتي

عاجزه ي عزوف انتي قويه
قويه ي عزوف ومابيهزك شي
وبتروحين الحين لامك وتحاولين تهدينها
مايجوز اللي تسويه هذا قضاء وقدر
لازم تصبر وتحتسب الأجر عند ربي
مابي اسمع هالكلام منك مره ثانيه ي
عزوف
مسحت دموعها وهزت راسها ب طيب
ابتسم لها بلال ، ابتسامه خلفها

ابتسم لها بلال ، ابتسامه خلفها ضيق عميق
لكن ماوده يوضحه لها لجل تبقى قويه
وماتضعف.
نطقت عزوف بضيق : بدخل لها
هز رأسه بلال ب طيب : بس اوعديني تبقين
قويه وماتنزل لك دمعه ، عالاقل قدامها بس
أخذت نفس ونطقت بضيق: بحاول
هز رأسه بلال ب لا: اوعديني!
تنهدت وهزت راسها ب طيب: أوعدك من
هاللحظه ماتنزل لي دمعه وابقى قويه
ابتسم لها بلال واشر لها تروح
دخلت على أمها
وكانت لسى على وضعها تبكي ومنهاره
استجمعت قوتها عزوف واتجهت لها
بخطوات هاديه
وقفت قبالها وهمست بخفوت : يـمه!
ماردت أمها وباقيه على وضعها وتبكي
أخذت نفس عزوف ومدت يدها ليد أمها
وشدت عليها وهمست بنبره حنونه هاديه:
يمه
رفعت عيونها سميّه لها وناظرتها لثواني
ومن بعدها ابتسمت بحزن وبدون مقدمات
سحبتها لحظنها
غمضت عيونها عزوف بقوه تحاول تمنع
دموعها من النزول
شدت على حظن أمها وهمست لها بنبره
خافته : يمه ، ياعيون بنتك تكفين
لاتوجعيني!

ماردت عليها سميه وبقت حاظنتها لدقايق
أبعدت عنها عزوف بعد فتره
مدت يدها ومسحت دموع أمها وهمست لها:
دموعك غاليه يالغاليه
ادري انها مانزلت الا على غالي لكن يايمه
هذا يومهم وهذا قدر مكتوب من ربي ،
المفروض مانسخط ونجزع ونصبر على
قضاء ربي
تكفين يايمه لا تعذبينهم بدموعك
تنهدت سميه بحزن وهمست بضيق: والنعم
بالله
يالله انك تصبرني وتجبر بكسري
ويالله عسى الجنه مثواهم
ابتسمت لها عزوف بحزن وهمست : امين
يارب ، عسى ربي يجمعنا فيهم بجناته
أخذت نفس سميه وهمست : بقوم اصلي
عسى ربي يمحي الهم من صدري
تنهدت عزوف وناظرتها بهدوء وهي تقوم
عقدت حواجبها لما تذكرت انها مايجوز
تصلي ونطقت بدون تفكير: بس يمه مايجوز

تصلين!
التفتت لها سميه وعقدت حواجبها: ليش
مايجوز اصلي! وش هالكلام؟
ناظرتها عزوف لثواني وكانت بتنطق الا انها
تذكرت باخر لحظه انها ماتدري انها اجهضت
وماتدري انها كانت حامل من الأساس
سكتت بربكه وبعدها نطقت : يعني تعبانه
وماودي تتعبين نفسك زياده
تنهدت سميه بضيق وهمست: تعب جسمي
مايجي ربع التعب اللي بصدري
لكن جزاتي والعوض على ربي
ناظرتها عزوف بضيق وسكتت
ماتدري ايش تقول
تخاف تقول لها حقيقه انها اجهضت وترجع
لها نوبه البكاء من جديد
قررت تسكت وتستشير بلال بهالموضوع
لانها حايره وماتعرف كيفيه التعامل مع
هالمواضيع
دخلت أمها الحمام وبمجرد دخولها طلعت
عزوف لبلال

كان جالس عالكراسي ومنزل رأسه على
يدينه
اتجهت له عزوف وتنهدت بضيق من منظره
همست داخلها بضيق: يا داليا شوفي قسوة
غيابك وش سوت بقلوب اللي يحبونك
الكاتبه : نجد العتيبي...✨