٥

24.2K 587 82
                                    

نرجع للورى ..

عند رُواء ، اللي طلعت من القصر ولا تدري وين الوجهه ، صحيح تعرف تسوق لكن ما احتاجت تسوق لوحدها ، تعودت على سواقين و مرات قليله تخرج لوحدها وغايتها دائمًا بيت صديقاتها ، لكن تقعد تمشي لوحدها ومسافات طويلة وتطلع حتى من المدينة هذي اول مره تجربها ، دموعها اللي غطت عيونها نستها وين رايحه وبقت تسوق بلا وجهه ، نسيت شنطتها واللي كان فيها شاحن واغراضها ، ومستحيل ترجع بحالتها هذي لازم تستمد قوتها وترجع ، تحتاج تبقى لوحدها كم ساعة تمارس طقوسها بالحزن وتلبس لباس القوة وتطلع لهم ،

كانت عارفه انها مضيعه بس ماكانت شايله هم لان باتصال واحد يوقفون قدامها كل حراس جدها ، بس الغريب ان السيارة فجأة وقفت ، رغم محاولاتها الفاشلة بتشغيلها او ادراك المشكله بس عجزت ، نزلت ومجرد ماوضعت يدها على كبوت السياره استشعرت الحراره الهائلة واللي مافهمت سببها بسبب خبرتها القليلة في السيارات ، رجعت السياره تدور شاحن لازم تتصل على انور لان جوالها طافي وفعليًا مالقيت الا شاحن هواوي ، تنهدت بتعب وماكان ينقصها الا ذا ، تجمع الدمع في عيناها لانها تشوف كل شيء ضدها ، وبكت بتعب وهي تحاول تطلع قهرها في الضربات الهشة على دركسون السيارة ، ينعاد عليها الحزن كل عام ، بنفس مرارة الشعور ، احيانًا تلوم امها ، لان امها كانت مريضه بالقلب وكانت فعلاً متعبه وفكرة انها تحمل خطيرة ورغم ذا حملت ،
كانت امها تتمنى يكون عندها بنت ماكانت تبي تموت من غير ذرية ، و رمت بكل المخاطر في عرض الحائط لاجل تنجب بنت لو وحده ، وبسبب حب محمد لزوجته خصوصًا ان زواجهم عن حب ، ماكان يحبها فقط كان يموت في الأرض اللي تمشي عليها ، ولا استوعب فكرة فراقها ابدًا رغم كل هالسنين ، في يوم مولد ابنته انقسم الناس قسمين ، قسم اتجه للمقبرة بجثمان زوجته ، وقسم اتجه للمستشفى لابنته ، كانوا يعزونه ويباركون له بنفس اللحظة ، كانت تبكي وتحاول تمنع شهقاتها وهي تردف : كفنوك يا امي بكفن وكفنوني انا بمهاد ..!

مسحت دموعها بتعب ، و رتبت شكلها كانها ماتسمح لنفسها تضعف وتبكي اكثر من اللي بكت ، رفعت رأسها تتنفس بعلو ، وقد داهمها نور سيارة كبيره اشبه بشاحنة في نظرها ، هي كانت واقفه بمنتصف طريق خاوي حتى لمبات مافي ومن حولها رمال و ظلام دامس ، كانها طالعه للبر ، ماتوقعت تصادف سياره ،

سكنها خوف لو يصير حادث خصوصًا انها سيارة كبيره قدام سيارتها الصغيرة ، كبيرة وحيل ، تنهدت براحة وقت توقفت امامها ، استشعرت الرجل الضخم اللي نزل منها عاقد حجاجه بغضب ، طوله وجسده ماكان يساعد انها حتى تخوض نقاش معه ، كانت متاكده انه مايدري بنت ولا ولد ، خافت لو يأذيها وهي لوحدها ، تعودت على الحرس من وراها والحين وحدها !

شافته يطرق الشباك وهو ينادي بقوله : يطيب ورانا ليل محد فاضي لك !
تلفتت حولها وهي متأكده ان انور مخبي سلاح بسيارته ، اكيد بيخبي دامه حارس من حراس جدها والزامي ان السلاح ما يفارقه ، هي ماهره باستخدامه ، هي حفيدة عبدالله كيف تجهل الرماية و التصويب اللي علمها عليها جدها من صغرها ، رفعته وهي تعدل فيه ، ثبتت يدها قدام الشباك بضبط ، يدها اليمين تحمل سلاحها ، وبيدها اليسار تبدأ تنزل الشباك بهدوء ..

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن