زهو عُمرك سجَّان وِجداني !

١٦

واحده من الأماكن العتيقة في اسبانيا ، اكبر تجمع لاغنياء من جميع انحاء العالم ، شرفاء و مجرمين ، رجال و نساء ، رائحة الثراء والعز ، النبيذ الأحمر ، المناظر المُغرية الفاتنة على مد البصر ، كان واقف مع جواد اللي رافقه يتكلم مع صاحب الصفقه العظمى المدعو " أنتوني " الذي قال : كما تعلم حضرة النمر هذا مجرد احتفال لإبعاد الشبهات الصفقة لم تُقام بعد سيكون موعدها في وقت اخر بتواجد عدد أقل من اليوم على رأسهم أنت ، كما اني واثق انك انت من سيكسبها وستكون شراكة عظمى بيني و بينك ..
أبتسم باتساع أَسِيف مُجيب عليه باسبانيا فيها البحة الخليجية : وشرف عظيم لنا أنتوني
رفع كأسه أنتوني مكمل ضاحكًا : اعلم انك لا تشرب الخمر ولكن هذا لا يُمانع من اخذ نخب ، اليس كذالك ؟
أبتسم أَسِيف يرفع كأس ويسمعه يردف : نخب العُظمى
اشار برأسه ووضع الكأس بدون مايشرب واشار بالايجاب على قول أنتوني : اسمح لي هناك شخص يجب ان القي عليه تحيتي ..

رفع نظره لجواد اللي نطق : آرثر جاي
رفع نطره لآرثر الى تقدم نحوه مردف : النمر ؟
ميل فمه أَسِيف بابتسامة مردف : الجبان ؟
ضحك آرثر باتساع مشير رأسه بالرفض : الجبان يحضر لك مفاجأة ستعجبك حتمًا
نطق أَسِيف بحدة : لدينا حساب لم نكمله بعد
التفتوا على أنتوني اللي وقف على المسرح امامهم واغلقت الأنوار الا من نور واحد موجهه نحو المسرح باتجاه أنتوني وقال : سيداتي سادتي انا سعيد بتواجدكم هذي الليلة معي ، ستكون الصفقة العظمى هي صفقة القرن ، اسمحوا لي إن أرحب بعودة النمر بيننا ..!
ابتسم وقت انتشرت التصفيقات من حوله واكمل أنتوني بعدها : و أرحب بمعجزة القرن الملاك الشيطاني ..!
أنتشرت تصفيقات في المكان وتصفير من جون ، التفت أَسِيف نحوه جواد اللي تصلب في مكانه واتسع بؤبؤ عيناه بصدمه ونطق ؛ الملاك الشيطاني موجوده هنا ؟
مارد جواد المتصلب بمكانه وناداه أَسِيف بتكرار ولا رد حتى ضربه على كتفه والتفت بصدمه وقت نطق أَسِيف: علامك تصلبت !!
أشار راسه بالرفض بتكرار : مستحيل حضرت مستحيل
عقد حجاجه أَسِيف باستغراب : ليه مستحيل ؟

بلع ريقه ماعنده رد ونطق بتاتاة وكذب : معنا عقد معها ماتقدر تحضر بدون امر منا
وبدأ يلتفت حوله بعدم استيعاب لحظة مانطق أَسِيف : ابي اقابلها وينها ؟ ودي اعرف مين اللي قدر ينافسني
التفت له جواد ويده تشد على شعره : مدري وينها ، دقايق بروح الحمام
وطلع بعجلة يسحب جواله يتصل عليها وهو يكرر : تكفين رواء لا لا

عند رُواء ..

اختارت الفستان اللهبي ، الاحمر الطويل ، متعمده باختيارها ، وضعت مساحيق التجميل في ابداع الخالق ، اختارت الكعب العالي ، واخذت القناع اللي متعوده تلبسه بلون اسود ، رفعت نظرها نحو المرايا تتأمل نفسها مكمله : بخوفك بصيّت وجودي فقط واعلمك مين شيّد المسرح ..
هي عارفه انه بيعرفها وهذا مو الوقت المناسب لاجل يعرفها لانها تبي تكسب الصفقة الأعظمى قبل مايعرفها ، ولان بعدها تبي تكمل خطتها بالخفاء ، لكنها تبي بس يستشعر وجودها ويدرك ان منافسه مازال بالساحة ، طلعت وهي تشوف ما حط حراس كانه متأكد انها بتخاف ولا تطلع ، تقدمت تركب تاكسي متجهه للعنوان اللي ارسله آرثر ، ولان الصالة اللي هم فيها مكون من دورين والدور الثاني فارغ ، اختارت بانها تبقى فيه تُراقب الحضور من غير مايشوفها ، جاءها اتصال أنتوني وابتسمت تسمعه : ماذا آلن تأتي ؟
نطقت باتساع : المنظر من الأعلى مُغري اكثر
رفع نظراته للأعلى وابتسم وقت شافها من بعيد : مازلتي تخفين هويتك مُنذ سنين لا يعرف احد من تكوني ، اتمنى ان تكون الرقصة الأولى من نصيبي انا وليس النمر ..
ابتسمت وهي تنطق : اخبر النمر ان هناك من ينتظره في الصالة المجاورة ..
واغلقت منه وكان بجانبه واحد سمع لحظة قوله الرقص وبدأ ينتشر بالمكان ان النمر سيرقص مع الملاك الشيطاني ، رفع أَسِيف نظره لأنتوني القائل : هناك من ينتظرك في الصالة المجاورة ربما ترغب بان تكون الرقصة في الخفاء