٦

24.7K 555 135
                                    

في نفس المدينة ..

في احدى الفنادق الشهيرة ، واحد من اللي كانوا في ذاك الاجتماع ، ببدلته السوداء وربطه عنقه الحمراء ، وكأس النبيذ في يده ، واقف امام البلكونه يكلم ذاك الرجل صاحب الجسد الصلب ، وتقاسيم عضلاته ، وبدلته من غير ربطة عنق فاتح ازرارها العلوي ، وفي يده نبيذ ، تحدث الواقف جون واللي كان اسمه " جوناثان " واردف : لقد كسب الرئيس الملاك الشيطاني ، ستكون مصيبة اذا استطاع كسب " النمر "

استمر صمت صديقه ولاجل ذا اكمل حديثه : مازلت أبحث عنه وكان الارض انشقت وبلعته ، منذ حادثة افلاس والده اختفى ولم يعد لتلك العائلة اي اثر !

واخيرًا طلع صمت صديقه اللي مازال على الكنبه شارد الذهن : ربما فقد موهبته عندما كبر
قاطعه جون برفض تام : ارثر هل تمازحني ؟ لقد كان طفل يستطيع كتابة اتفاقية يعجز عن كتابتها اكبر الرجال ، تلك العشرين سنه الماضية لم يشهد التاريخ معجزة مثله ، كل ما أخشاه ان يستطيع الرئيس إيجاده صدقني سنخسر كل شيء !

اردف آرثر واللي اساسًا ماكان مركز مع حديثه بالكامل ، عقله فعليًا كان بمكان اخر : توقف عن القلق لحادثة حدثت منذ اكثر من عشرين سنة ، ربما مات ، قتل ، كبر ولم يعد يهتم ، لن يظهر الآن انا متأكد وان ظهر لا اعتقد انه يستطيع اخذ الاضواء من " الملاك الشيطاني ! "

التفت له جون يراه شارد ويحرك كأسه بهدوء واكمل : اتمنى ان يكون كلامك صحيح ..
وسرعان ما تأمله بهدوء واردف: آرثر هل وقعت ؟
التفت له آرثر بهدوء يتذكرها ، حضورها الفارق : انها مذهلة يا جون ، معجزة ، أستطيع ان أجزم ان كل رجل شاهدها الليلة لن ينام ابدًا ، تسرق الأنفاس اللعنة من اين قدمت هذي الفتاة !

تأمله جون وفعليًا كان كلامه صحيح ، كل كلمه قالها تقصير بحقها واكمل : انها بارود ستحرقك انتبه !
وقف ارثر وهو يترك كأسه الفارغ في الطاولة امامه ونطق بتساؤل : هل استطاع رجالك الحاق بها ؟
ميل جون فمه بابتسامة استهزاء: وهل تعتقد انهم اسموها ملاك شيطاني عبث ؟ لا اثر لها وكأنما كنا نحلم

اشار ارثر راسه بعد ان اطلق ضحكته وتقدم للخارج اثناء قول جون : احضر الوقوع سوف تحرقك

عند الرئيس ..

في مكتبه يجلس باتساع ، عيناه على الابتوب امامه ، واللي كان يرى كاميرات ركبها في ذاك الاجتماع ، هو لا يحضره ابدًا ، لان حفيدته كفيله بكل شيء ، الجندي المجهول في هذي القصة ، البنت اللي كسبت ذكاء و دهاء عجيب عجيبب ، رغم خوفه الدائم عليها ، رغم قلقه ، متأكد انه رباها اقوى تربيه ، علمها فنون قتال وقوة مالها مثيل ، ورغم ذا يخاف ، يخاف عليها حد الهلاك ، ولكنه يثق ان حفيدته تخوف ما تخاف ..!

التفت لطرقات الباب واذن بدخوله جواد اللي كان بيده فنجان قهوة عربية قدمه له ، وقف ينتظر اوامره وحديثه ، ونطق جواد بهدوء : عندي شيء ودي اقوله
رفع عبدالله نظره له واشار راسه بالايجاب يسمح له بالكلام واردف : تكفي الصغيرة عن كل هالامور مانحتاجه وجوده بيقلب المكان
نطق عبدالله بتساؤل رغم انه متأكد من الاجابة : قصدك صاحب النمر ؟
اشار جواد رأسه بالايجاب ، قاطعه عبدالله بعدها : تعرف كم صفقه وكم شراكه تركتها لاجل اني خفت عليها ؟ انا واثق فيها و واثق بقدرتها لكني احتاج شخص ارميه بين الوحوش ولا اخاف عليه احتاج وحش ينهيهم كلهم

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن