حضنتها رُواء وهي تردف بهمس : حقير !
لتكمل جوري بعدها : اقسم بالله الرجال ما منهم امان هذا وحنا قلنا المختلف عنهم طلع المتخلف منهم
ربتت على وجد واكملت : بدور لك محامي بابا عنده معارف
واكملت رُواء بتأكيد تطمنها : ولو تبين من خارج المملكة ابشري اعرف كثير
استلقت وجد ورأسها في حضن رُواء اللي كانت تداعبها ونطقت بحسرة : اول ما دخلت البيت عطتني امي اكل في حافظة وقالت لي اعطي المحامي مُعاذ علشان ينبسط ويركز في قضية اخوك ..
مسحت دموعها اللي انهمرت على خدها : ماقدرت اقول لها انه تنازل عن القضية خفت يصير فيها شيء زي ما صار بابوي ..
تبادلت رُواء نظراتها مع جوري اللي امتلأت عيونها بدموع وهي تحتضن وجد : ماراح يصير لامك شيء ولا تعلميها بشيء صدقيني ماراح يضيع الله حقه
واكملت رُواء بعدها : متأكده في شيء غلط وفي شيء حصل تطمني الحين ولا تختاري سلمان محامي القضية
اكدت جوري على كلامها : اي تكفين مامنه امان الله واعلم ايش ممكن يسوي لك
ماردت وجد وهي تغمض عيونها بتعب واستمرت رواء تداعب شعرها حتى غفت بهدوء ، غطتها جوري بالبطانية ورفعت نظرها على الساعة المتأخرة ونطقت لرواء : جيتي بسيارتك ؟
اشارت راسها بالرفض مكمله : لا جيت مع أَسِيف بروح معك الوقت متأخر اكيد نام
طلعوا مع بعض والتفتوا لام وجد اللي ابتسمت ونطقت : خلوكم الليلة عندي
قبلتها جوري مردفه : مايمدي خالتي عندي شغل الصباح
ونطقت ام وجد بتساؤل : علامها وجد تعبانه ؟ صار معها شيء ؟
اشارت رُواء رأسها برفض تطمنها : من الشغل والدوام تعرفين يروح وقتها كله ماتلقى لحظة ترتاح
ابتسمت ام وجد باطمئنان وودعتهم وركبوا السيارة لحظة مانطقت جوري : ودي اروح اصفقه لهذا المحامي يقهر يقههر !!
تنهدت رُواء بتفكير : مدري ليه احس في شيء غلط
استمروا في الكلام ووصلت البيت ودعت جوري وهي تطلع لغرفتهم ابعدت عبايتها باستغراب لانه ما كان موجود .. وطلعت تدور له بانظارها ..عند أَسِيف..
ما نام كان في مكتبة وقبل كل الصفقات اللي جته رغم انه مايوافق الا على اشياء محددة لكنه يبي يعوض خسارة عبدالله باسرع وقت ممكن وسهر الليل كله يكتب صفقات بتعب حتى نملت انامله ، رفع نظره وقت انفتح الباب وبان له زول رُواء وقف باستغراب : ليه ما اتصلتي علي ؟
ابتسمت وهي تتقدم بيدها كوبين شاي : على بالي نايم ماكنت بصحيك بس قالت لي إليزا انك بالمكتبة وجبت شاي ..
ابتسم وهو يوقف يجلس بجانبها وياخذ كوب الشاي ويتأملها شافت كيف يناظر لها كانها كل مافي هذي الدنيا ورغم احمرار بياض عيناه لكن بُن عيناه يلمع لها وكان النجوم كلها تسكنها ، ماتدري بيبقى طول العُمر يناظر لها كذا ؟ ولا هي فترة وجيزة تعيشها وتنتهي بانطفاء كل هالنجوم !
نطقت تنهي صمتهم : ممكن أسألك عن شيء ؟
أشار راسه بالايجاب وبتأكيد : ممكن
شبكت يدها ببعض بتساؤل : تعرف المحامي مُعاذ ؟
عقد حجاجه وهو يعتدل بجلسته باستغراب : اي
اكملت كلامها بهدوء تراقب تغير ملامحه : ماسك قضية عامر اخو وجد اللي وصلتني عندها
كان مركز في كلامها ومعطيها كل انتباهه واكملت : تنازل عن القضية امس ومعرف ليه !
كيف بانت معالم الصدمه في وجهه أَسِيف والانذهال وهو يردد : مُعاذ تنازل عن قضية عامر ! مستحيل يدفع عمره لاجل يطلع عامر متأكد
شاف كيف ملامحها تآكد انه فعلًا تنازل وسكت يشتت انظاره وادرك ان في شيء صاير مايعرف ايش هو ، سكتت تراقب شروده يحاول يفهم كيف تنازل !
اخذت كوب الشاي وهي تشربه ونطقت قبل ماتوقف : بروح انام ..
اشار راسه بالايجاب ووقفت القت نظرة سريعه على العقود وتنهدت لانها عارفه انه يحاول يعوض اللي خسره وتركته وهي تروح غرفتهم بينما عنده ارسل لجواد رسالة محتواها " اعرف لي وش اللي يصير مع مُعاذ وليه تنازل عن قضية عامر " وارسل بعدها رسالة " وشوف راكان اذا محتاج شيء "
ووقف يتجه للمكتبة يجلس ويكمل عقوده يداري ذا وذا وهو يحتاج من يداريه ، ويوم جته تحمل بيدها الشاي توقع انه بيشرب من حُمرة ثغرها بدل من حُمرة الشاي لكنه جته تفرض حدود وقيود بينهم ، جته لاجل صديقتها مو لان الشوق جابها ، كان هذا ظنه بينما الحقيقة جت تطمن عليه ومجرد مارجعت الغرفة واستلقت على السرير بللت مخدتها بدموعها تستشعر عروق واحمرار عيونه اللي شافتها بداية الفتيل اللي بيحرق كل شيء وبيحرقها ..
أنت تقرأ
زهو عُمرك سجَّان وِجداني !
Actionماله مفر ماله جواب سؤال ضاع في طيات العُمر ما نلتقي هذا مُحال دربي ودربك كله خطر لو نادَى فوق الجبل جمع قبائل العرب وقال : فصل خامس بين الفصول الأربعة وشمس تشرق من مغربها وقمر طلع في الظهر من يصدقه ؟ لو حبت العصفورة سمك وين يكمل باقي العُمر ؟ ...