٢٧

20.2K 500 169
                                    

المملكة ..

توقفت السيارة قدام المكتب وهي تشوف اسم
" المحامي مُعاذ " في الوحة معلق وتشوف السيارات اللي واقفه خلفه تحجز مواعيد معه بعد انتصاره العظيم كثروا الناس يبونه محامي لهم بعد ماخسر سمعته كسبها في نفس القضية اللي خسرته بالماضي ، رفعت نظرها للقلم اللي بيدها وشدت عليه وهي تنزل تتجه للمكتب رغم ان الوقت متأخر شوي لانه يمكن يقفل لكن هذا الوقت الوحيد اللي خلصت فيه شغلها ، انتظرت وقت لان كان قبلها اثنين عندهم موعد مهم حتى جاء دورها ، تقدمت تدق الباب وتسمع صوته : ادخل
دخلت تشوفه مشغول حتى انه مارفع رأسه ونظره لها ونطق : اعتذر خلصت مواعيد اليوم تقدر تجيني بكرا الصباح
شدت على يدها ونطقت بهمس : ماجيت احجز موعد..

رفع نظره بصدمه لها ولصوت اللي يعرفه حيل ونطق بعدها بعجلة : وجد معليش ما انتبهت ادخلي حياك
شدت على الشنطة ودخلت تقفل الباب بعدها وجلست تشوفه ترك كل اللي بيدينه واعطاها تركيزه مردف : تشربي شيء ؟
اشارت رأسها بالرفض وبلعت ريقها مو عارفه تصيغ كلامها ومن ايش تبدأ تعتذر او تشكره او تشرح ندمها او ايش بضبط كل كلمات العالم تعجز حاليًا عن وصف مشاعرها ، لان كلامها كان قاسي ولانها ماتبيه يذكره خصوصًا وقت سألها اذا يستحق شهادة القانون ولا لا ، نزلت نظرها بهدوء وانتبه لها ولتفكيرها وتشتتها ونطق بابتسامة : كيفه عامر ؟
ابتسمت من سؤاله ورفعت نظره له : بخير و مبسوط بفضل الله ثم انت
أبتسم يحرك رأسه بالايجاب واكمل : ماسويت شيء
قاطعته برفض وإصرار : كل ذا وماسويت شيء ؟ مابقى شيء ماسويته ومابقى شيء انا ماقلته بحقك !
تنهدت بعد ماحست بسوء موقفها ورددت : غلطت بحقك ولا حسبتها زين علمني عامر انك تخليت عن القضية علشان صاحبك ماكنت ادري انا اسفة ..!
وقف برفض تام انه يخليها بهالموقف وتقدم يجلس في الكنب مقابلها يقاطعها : وجد خلاص انا ما انتظر منك اعتذار ولا ابيك تعتذري اي حد في موقفك كان سوا مثلك و زود امس راح وانتهى احنا باليوم و عامر معنا اليوم وهذا المهم
ابتسمت ترفع عيونها اللي تسكنها الدموع في اي موضع حساس مثل ذا وابتسم بهدوء يتأملها ، ونطق بتساؤل انزرع بقلبه : جيتي علشان تعتذري ؟
اشارت رأسها بالرفض بتكرار وطلعت القلم اللي كان حجتها : جيت ارجعه لك طاح عليك في المحكمة
ابتسم لانه شافها اصلًا وقت حطته بشنطتها متعمده ومدرك انه عُذر و عُذر محبب له ونطق : خليه عندك و ارجعي مرة ثاني رديّه لي ..!
شدت على القلم وهي تبلع ريقها من طلبه الصريح برغبتها بالرجوع ، واشارت رأسها بالرفض بتكرار وهي تحطه بطاولة الصغيره امامهم : لو بيجي ماراح يكون القلم عذر
ابتسمت وهي تقف بعدها تبيه يدور عذر ثاني وابتسم يشوفها تمشي وتطلع ، اخذ القلم بهدوء يحركه بيده حركة دائرية وهمس : نجيب عذر ثاني كل الدنيا اعذار لك

المطار ..

تقدمت تشوف جدها قدامها وحضنته بهدوء تمنع نفسها من البكاء وردد بهمس : ماصار شيء يرضى ان شاء الله
اشارت رأسها بالرفض وهي ترفع نظرها له : ماكان لازم نكذب عليه ماراح يرضى جدو
مسك وجهها بين يدينه بهدوء يطمنها : تزين رُواء تزين ارجعي بيته الحين كلمتني إليزا ان امه شوي تعبانه وخليك معها حتى ارجع
عقدت حجاجها بخوف على سارة واشارت رأسها بالايجاب بتكرار ومشت بسرعه تركب السيارة اللي تنتظرها ..

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن