فتح الباب وشافه متخبي داخل البطانية تنهد وتقدم يقفل الباب وجلس بجنبه ونطق : والله لولا الشعر اللي خط وجهي كنت دخلت معك داخل البطانية
وسحب بعدها البطانية يشوف دموعه رفعه ونطق : افا تبكي وانت اخو نمر ؟ ليه يبه تبكي ؟
نطق بطفوله ونبرة باكية تتآكل فيها الحروف : انت تجيب ولد وتصير انت ابوه
قاطعه أَسِيف بهدوء : انا ابوك قبل ما اكون ابوه
أشار راسه بالرفض بتكرار : لا مو ابوي انا أنيس عمران بس هو بعدين ابوه اسمه أَسِيف مو مثلي
قاطعه بنبرة جدية يفهمه بحنية : حظيظ انت يوم لحق اسمك اسم عمران ، تعرف انت مين عمران ؟
ابتسم بعدها بتذكر : اعظم رجل عرفته بحياتي و أحن من على هالارض وطى اب عظيم ماترك ولده يوم ابدًا غلب كل شيء بالدنيا ذي وغلبه الموت
سكت أنيس ومسح دموعه أَسِيف بحنية : عندك اب عظيم و اخ يحبك اكثر من روحه مو انت اللي تغار من ولدي ، ولدي يغار منك ، والله لو يطلع من صُلبي مئة رجل ما نافسوك بمكانتك عندي
نطق بعدها أنيس بتساؤل : وانت أسمك أَسِيف عمران ؟
اشار رأسه بالرفض بهدوء : لا ، انا أَسِيف بن سعد
وبشرود تذكر ابوه وماقدر يوصفه الا بعبارة : القاسي اللي كان في هالدنيا حنون ..!كانت أشد عبارة توصف سعد ، كان الفعل الماضي الدال على حنّيته المنّسية لان القاسي انهت باقي العبارة ولو لها موقع اعرابي فهي نفت كل حنّيته ، ورغم ذا ما انكر ان ابوه كان حنون و عطوف و ان مصدر قوته من ابوه اللي رباه على ذكاء و دهاء و علمه وجعله نمر من بعده ، خلاه رجل يحسب له الكل الف حساب واذا أَسِيف كسب مكانه بالدنيا فكله من فضل ابوه اللي قسى باخر سنينه معه ..
انحنى لأنيس وهو يدغدغه بمزاح ويقبله : كبرنا ونغار اجل ها ؟
حضنه وهو يسمع صدى ضحكاته ينطق : لا خلاص جيب بنت و ولد
ونطق بعدها برفض : بنتين يلعبون سوا و ولد يلعب معي
ضحك ونطق بمزاح مايفهمه : لو الموج يساعد بسعند سارة و رُواء
كانت تسمعها تنطق : أنيس ما شاف ابوه ولا عرفه وتعلق في اخوه مرة ، حتى ايام سجنه كان يتعب و يوجع من كثر مايبيه يحبه حتى اكثر مني وانا امه ، علشان كذا يناديه بابا لانه يبيه ابوه
سكتت بتفكير من كلمه " ايام سجنه " ونطقت : حتى أَسِيف يحبه ويعزه كثيير ومافي حد بياخذ مكانه ابدًا
ابتسمت سارة تنطق : صبي قهوة بكرا يكبر ويتعود
ضحكت وهي تقوم تصب لها قهوة ..
جلسوا مع بعض وقت ونطقت بعدها سارة : قومي امي نشوف عيالي مالهم حس
ابتسمت وهي تنطق : روحي انتِ خالتي مايحتاج انا
قاطعتها بإصرار : وانتِ من عيالي قومي معيابتسمت وهي تقوم تمشي معها وطلعوا المصعد لأجل ما تتعب سارة من الدرج تقدموا للغرفة وفتحتها وهي تشوف أَسِيف نايم بهدوء وفي حضنه أنيس نايم معه ، والاقلام والأوراق مرمية بالأرض لانه كان يرسم معه ، ابتسمت سارة وهي تتقدم تشيل الاغراض وساعدتها رُواء ، التفتت سارة تتأمل اولادها ونطقت : الله لا يوريني فيكم شر ..
تأملت رُواء اللوحة قدامها ، أسيف و أنيس و سارة تتأملهم ، اللوحة اللي ممكن تكون هي سبب في كسر بروازها ، طلعت وتركتهم متجهة لغرفتهم ، تقدمت نحو البلكونة لان غرفة أَسِيف اللي هي فيها الان لها بلكونة بس هذي اول مرة تطلعها لانه يبقى فيها وحده يدخن لاجل ما يضايقها ، شافت الكرسي مع طاولة صغيرة فيها سجائر و عاء سجائر يطفئ فيها ، جلست وهي ترفع نظرها للحوش الوسيع والقصر الفسيح ، رفعت نظرها لجوالها وهي تدخل لرقم اللي مكتوب عليه " العم يوسف" وتأملته بهدوء وحيرة باتخاذ القرار ..
أنت تقرأ
زهو عُمرك سجَّان وِجداني !
Actionماله مفر ماله جواب سؤال ضاع في طيات العُمر ما نلتقي هذا مُحال دربي ودربك كله خطر لو نادَى فوق الجبل جمع قبائل العرب وقال : فصل خامس بين الفصول الأربعة وشمس تشرق من مغربها وقمر طلع في الظهر من يصدقه ؟ لو حبت العصفورة سمك وين يكمل باقي العُمر ؟ ...