٧

23.2K 539 62
                                    

الصباح ..

لملم جروحه وبقايا آماله ، ركب السيارة اللي تركها معاذ برا بعد ما دق الباب طول الليل ولا حد فتح له ، كانت وجهته واحدة ، مقصده وغايته ، يقود نفسه للهلاك بإرادته ، اثناء قيادته راودته ذكرياته ، بعد خسارة ابوه ثروته كان يسلمه عقود يطلب منه يضبطها وكان أَسِيف يدرك انها صفقة خاسرة ويعلمه وينضرب كل مرة ، كان يحاول يسترجع موهبة ولده اللي بسببها صار غني ، وكان أَسِيف يتظاهر بانه مايعرف رغم معرفته وخبرته ودهائه لكنه مايبيه يفوز ولا يبيه يكسب وهذا دفعه ثمن ضربات ماينساها ابدًا ..

توقف عند المبنى العملاق الزجاجي ، شركة عبدالله ، نزل بهدوء يتقدم بخطواته لداخل ، استقبلته موظفه حسناء المظهر وامامه طابور من الانتظار ، تجاهل كل من امامه وتقدم لها مردف ؛ وين عبدالله ال درع ؟
عقدت حواجبها باستغراب من كلامه وشكله الغامض وطلبه ونطقت : عندك موعد معه ؟
أشار رأسه برفض مردف : ما احتاج موعد وين مكتبه ؟
وصار يتلفت يمين وشمال يدور عليه بانظاره بينما هي نطقت بعدها : اخوي مايصير كذا لازم موعد مسبق
ماكان منه الا ان يمسح على وجهه بفقدان صبر نطق : يالله طولك يا روح
وسرعان ما تقدم بعلو ينادي : عبدالله ؟ يا عبدالله
تقدم حارس الأمن له وقت اشارت له الموظفة بإنها ماتقدر تتحكم فيه واردف : لو سمحت اخوي اطلع برا مو مكان لعب

تجاهله وهو ينادي عليه وقت مسكه الحارس من كتفه دفعه وبغضب نطق ؛ لا تلمسني !
وقبل حتى مايرد انتشر صوت عبدالله بامر : اتركه!
ابتعد حارس الأمن بهدوء والتفت أَسِيف لعبدالله واللي جنبه جواد اول من شاف أَسِيف وطلع يعلم عبدالله بسرعه ..
نطق عبدالله بعدها : الحقني








نفث ثيابه وهو يناظر للحارس بحدة ومشى وراه بهدوء حتى توسطت اقدامه المكتب الوسيع الكبير يمتد على مد البصر ، والزجاج من خلفه ومنظر ناطحات السحب ، صورة الملك و ولي العهد خلفه ثم صورته ، كل معاني الثراء والكبّر تجسدت امامه ، جلس عبدالله امام مكتبه ويشير بيده لأسيف اللي تقدم بهدوء وجلس امامه ، ونطق محدث جواد : قهوة سادة و شاي
ورفع نظره لأسيف ونطق : خابرك تحب الشاي

ميل فمه بابتسامة استهزاء نطق : الظاهر انك تدرس وش احب وش ما احب
ماكان من عبدالله اللي ضحك بهدوء ونطق بغرابة : مهووس فيك !
تأمله أَسِيف بهدوء ونطق بعد ماعدل جلسته بجدية : قلت لي انك خذيت من ابوي وجيت ترده ؟ جيت اخذه
التفت عبدالله لدخول جواد بعد طرقه للباب واخذ قهوته وشرب منها بهدوء تحت نظرات أَسِيف ونطق بعدها : الظاهر انك مافهمت مقصدي الأمور ما تمشي كذا يا أَسِيف وانت عارف ..

التفت لجواد واشار رأسه تقدم جواد وبيده ملف وضعه بطاولة امام أَسِيف ، تأملهم أَسِيف بهدوء واخذه ، بدأ يقرأ مافيه لين ما ابتسم ، ابتسم لان هقاويه ما خابت ، ولان اللي توقعه طلع صحيح ، ابتسم لانه ادرك انهم وصلوا ل " النمر " ، رفع نظره لعبدالله بهدوء نطق : ايش المقابل ؟
ابتسم عبدالله يتأمل الانتصار اللي امامه : كل شيء مكتوب ولكن بقوله لك ..
نصف اسهم الشركه باسمك ولأول مره يشارك عبدالله احد في شركته ! وقصر لك و طائرة وسيارات وعز ما شافه بني آدم غيرك ، وكل ما ربحنا اكثر منك كل ماكسبت انت اكثر .. والأهم من هذا كله الأمان والصحة لأمك واخوك

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن