فصل 24

5.5K 265 20
                                    

#وختامهم_مَسك 
الفصــــــــــل الرابع والعشـــرون (24)
بعنــــــوان " لحظات من القلق"

علمت "مسك" بمرضها من الطبيب وبلحظة علمها فقدت كل طاقتها، يتعايش الإنسان مع المرض دون أن يعلم بما يحدث داخله لكن فور علمه يتملك من الخوف ويبدأ الضعف يحتله ويهزم كل قواه، سألت بقلق:-
-تيام فين؟
-أنتِ بتفكري فى أيه؟ دا وقته يعنى يا مسك، المفروض تستعدي للعملية
قالها "غريب" بحزم والخوف يتملكه من هذا المرض والورم الذي يضغط على أنسجة وخلايا عقلها، تحدث "مسك" بجدية صارمة:-
-فين تيام!! برا صح؟ أنا متأكدة أنه مسبنيش هنا ومشي، أمرت رجالتك يمنعوه يدخل ليا صح ولا منعته يدخل المستشفي كلها؟؟
لم يجيب عليها فتأففت بغضب ونزعت الكانولا الطبية من يدها بحزم رغم ضعفها على وشك مغادرة المستشفي ليوقفها "غريب" بصدمة ألجمته من محاولة ابنته لمغادرة المستشفي فصرخت "مسك" بألم يمزقها من الداخل قائلة:-
-أنا مش هعمل العملية، خليني أموت وارتاح، أساسًا أنت حكمت عليا بالموت
أندهش والدها من كلماتها وهل ستعاقبه على رفضه لزواجها من هذا المُحب بمرضها، تحدث "غريب" بقسوة نابعة من خوفه على ابنته:-
-عشان رفضت تتجوزي واحد صايع زيه
فتح باب الغرفة ودلف "تيام" إلى الغرفة بعد أن سمع صوت صراخها من الخارج، رأها ترجلت من الفراش وتقف أمام والدها وتتحداه بقوة رغم ضعفها وجسدها الهزيل، تحدثت "مسك" بعنادٍ وتحدٍ:-
-تيام مش صايع، وأنا مش هتجوزه زى ما أنت طلبت عشان مش هتجوزه من غير موافقتك
أتسعت عيني "تيام" على مصراعيها من كلماتها ليُدهش من جراءتها وقوتها الهزيلة عندما تابعت الحديث:-
-لكن متحلمش أنى أدخل أوضة العمليات نهائيًا وروح حضر ليا كفني يلا
مسكها "غريب" من ذراعها قبل أن ترحل من أمامه وقال بدهشة قاتل:-
-كل دا عشان تيام، هتختاري الموت عشانه، بتمسكينى من أيدي اللى بتوجعني
دمعت عينيها بحزن شديد من ألم قلبها وما زالت عينيه الباكية محفورة فى ذاكرته، ما زال خوفه عندما ترجاها بألا تتركه ورجفته تغتصب عقلها وتمزقه لإشلاء وتحدثت بنبرة واهنة ودموعها تتساقط وسط بكاءها:-
-أساسًا أنا ميتة من غيره، ولو على الأيد اللى ممسوكة فأنت اللى مسكتنى من أيدي وكتفتني وقت ما خيرتني بين الحياة والموت، لما خيرتني بين قُربي منه وبعدي عنه، والله بعده هو موتي
-مش هتجوزيه يا مسك
قالها "غريب" بغضب سافر لتضرب "مسك" قدمها بالأرض غيظًا وقالت صارخة:-
-وأنا مش هدخل أوضة العمليات غير وأنا مراته ايه رأيك بقي، اختار زى ما خيرتني
ألتفت لكي تغادر فرأت "تيام" واقفًا أمام باب الغرفة وسارت نحوه لتأخذه من يده وغادرت المكان، تاركة القرار بين يدي والدها هو من سيختار الحياة أو الموت لأبنته؟، تشبث "تيام" بيدي "مسك" التى اصطنعت القوة أمام والدها لأجله وقال بقلق:-
-مسك!!
تبسمت بلطف رغم مرضها وقالت بغمغمة خافتة:-
-متخافش يا تيام، ساعة وهيجي موافق وأنا ورمي حميد والدكتور طمني أن العملية كبيرة بس نسبة نجحها كبيرة...
التفت إليه بعد أن توقفت عن السير ورفعت يدها إلي وجنته تلمس لحيته بلطف وعينيها المُنطفئة من الألم تسكنهما لامعة خافتة بالعشق وهمست بحب:-
-أنا قولتلك أنى مش هسيبك
أومأ إليها بنعم وأخذها من المستشفي للخارج ورحل......
__________________________

وختامهم مَسك لنور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن