#وختامهم_مَسك
الفصــــــــل الأول (1)
بعنــوان " غلاظــة فتـــاة "بعض الأوجاع تقتل صاحبها وبعضها الأخر يُقتلها صاحبها بعقلًا من الجمود، ليس الجميع يستسلمون للألم ويختبئوا فى غرفهم مُغلقين الأبواب ، بل الضعفاء من يفعلون ذلك يا عزيزى لكن الأقوياء يُقتلون الألم قبل أن يقتلهم ويغلقون كل أبواب الخوف قبل أن يحتلهم، فحالما يسير الخوف بداخلك ستكون من الأموات، لأن الخوف إذا تمكن من عقل الإنسان أخذه للموت ولهذا هناك القليل يحاربون هذا الأحتلال بقوة حتي يصبحون أحرار وتكن هذه الحرية مسك الختام من هذا الألم حتى يستطيعون أن يقولوا (وختامهم مسك)
أنقلبت القاهرة الجديدة رأسًا على عقبًا وتحديد داخل مستشفي القاضي بعد أن وصلت سيارة الإسعاف تحمل بداخلها "غزل" ابنة رئيس المستشفي، بسبب أصابتها بحادثة سيارة..
أخذها المسعفين والأطباء من باب المستشفي وركضوا بها إلى الداخل وهناك عصا حديدية بمنتصف صدرها والدماء تلوث ملامحها ولا تظهر منها شيئًا، نظر "غريب القاضي" رئيس المستشفي على أبنته لينتفض ذعرًا مما يراه وكيف حال أبنته وما حدث لها، ركضوا بها إلى غرفة العمليات وطلبوا رئيس قسم القلب والصدر إلى الجراحة...
خرجت "مَسك" من غرفة مكتبها بذعر بعد أن وصل لها خبر أصابة أختها التوأم وحالتها الحرجة، ركضت بخوف شديد يتملكها مُرتدية زى المستشفي عبارة عن تي شيرت أخضر اللون وبنطلون مثله ولم ترتدي البلطو الأبيض من فزعها، وصلت إلى غرفة العمليات وكان والدها يقف بالخارج يتشاجر مع طليقته وأم بناته صارخًا بها :-
-أنتِ السبب... بنتى لو جرالها حاجة هتدفع الثمن من عمرك أنتِ فاهمة يا بثينةألتف لكى يدخل إلى غرفة العمليات ليرى "مسك" تهرع نحوها فأوقفها بغضب سافر يتملكه مُحاولًا قدر الإماكن السيطرة على حاله بعد أن رأي والدتها:-
-أنتِ رايحة فين؟-أنا لازم أدخل
قالتها "مسك" بتحدي وعينيها لا تتوقف عن البكاء ويديها ترتجف فقال بأقتضاب شديد:-
-والله وهتدخلي تعملي أيه تموتيها وأنتِ بتترعشي كدة، أنتِ فاكرة نفسك أيه مفيش دكاترة شاطرين غيرك يا مسكدفعت يده بعيدًا عن ذراعيها بتحدي وعناد أكثر ثم قالت وعينيها تحدق بوالدها:-
-أنا هدخل ومحدش هيقدر يمنعني واللى يقدر يورينى نفسهألتفت مُسرعة لكى تدخل، فتحت باب غرفة العمليات بالتصريح الخاص بها وقبل أن تضع قدمًا واحدة داخلها أوقفها "غريب" بنبرته التهديدية الحادة يقول:-
-جربي تحطي رجلك جوا وأنا بنفسي هنهي رخصتك الطبية يا مسكتوقفت محلها بغضب سافر ولم تتجرأ على فعل شيء أمام والدها، أشار إلى أحد رجاله وتحديدًا مساعده "سراج" بأن يأخذها بالقوة بعيدًا فصرخت بأختناق وخوف على أختها:-
-خلينى أساعدها!!ألتف إليها "غريب" بهدوء شديد يحاول تملك أعصابه وقال بحزم:-
-القانون يمنعك يحطي أيدك على مريض من عائلتك وأنا بصفتي رئيس المستشفي بمنعك تدخلي أوضة العمليات بأيد بتترعش، خليهم يعملوا اللى عليهم واللى جوا دا أستاذك وحتى لو كنت جراحة متوفقة وشاطرة وتفوقتي عليه فدا ميمنعش نهائيًا أن أستاذك