فصل 32

5K 220 21
                                    

#وختامهم_مَسك 
الفصــــــــــل الثاني والثلاثون (32)
بعنــــــوان " أتحــــــاد "

جلست "زينة" على المقعد المقابل إلى "بكر" ونظر لها ببسمة خافتة تعلم أن بسمتها ليست صافية ونقية بل تحمل بين طياتها الكثير من الخبث والمكر، هذا العقل الشيطاني الذي يدور بذهن "بكر" قاتل وإذا أخطأت بحرف واحد سيعلم خطتهم وإذا فعل سينتصر عليهم بلا شك، تبسمت بلطف شديد ثم قالت بلهجة باردة وعينيها تحدق فى عينيه مباشرة ولا تتجاهل النظر لهما:-
-متولي كلمني عنك، بصراحة عرض عليا صفقة مشترتهاش منه لأنه غبي ووسيط وأنا الشغل علمني أن لما أتعلم مع حد ميكنش وسيط لأني مش قليلة بفضل الله

رمقها "بكر" بإعجاب من جراءتها وقوتها ليُدرك أن الشيء المُختلف بين "زينة" و"مسك" فى الجراءة هو المكانة، هذه الفتاة التى تجلس أمامه سيدة أعمال ودارت الكثير من الأعمال والمشاريع السياحية حتى أنها نجحت فى تقديم ندوات للشباب عن كيفية العمل فى مجال السياحة من حيث الإدارة أو غيرها، أما عن "مسك" فكانت جريئة بطبعها الحاد كل ما تعلمه هو صد الطرف الأخر والوقوف أمامه كالسد والجبل صامدة لا تخشي شيء لكنها متهورة، جمعتهما الجراءة لكن العقل والحمة ما فرقهما عن بعض وصنع أختلافًا بينهما، فتاة جميلة ترتدي بدلة نسائية حمراء وقميص أبيض أسفل سترتها الطويلة التى تصل لأعلي ركبتيها بقليل وتلف حجاب أبيض اللون وكعب عالي أبيض، هز رأسه بنعم موافقًا الرأي على حديثها ثم قال:-
-دا حقيقي، لأنك مش قليلة مكنش ينفع أبعت لك رسالتي مع وسيط، كان لازم أقعد معاكي وأتشرف بلقاءك وعقلك

رمقته "زينة" بعيني ثاقبة كالصقر وقالت بحدة صارمة:-
-أتشرفت خلاص، سمعني عرضك لأن وقتي ضيقي

أشار إلي النادل بأن يقترب فوضع القهوة أمامهم كأنه كان بأنتظار السماح من "بكر" حتى يقترب، نظرت "زينة" للقهوة بحذر مخفي بمهارة فى ذلك الشيء، تذكرت تحذير "غزل" لها حين قالت:-
-أهم حاجة أياك تشربي أو تأكلي حاجة منه، الراجل دا مكر وشيطان متعرفيش ممكن يحطلك أيه فى الشرب وخصوصًا أنه بيعجب بالبنات من أول نظرة، عندك مسك مثلًا مشفهاش غير مرة وبقي مهوس بيها وأنتِ قوية وجراءة وهو بيحب النوع دا لو حس بجراءتك من أول نظرة هيطمع فيكي وينسي مسك عادي ولو شاف اللى واحدة أحلي وأقوي هينساكي عادي وروح وراها، الرجل دا نقطة ضعفه البنت القوية اللى ليها شخصية، أحذري فى كل تعامل ليكي معاه يا زينة

رفعت "زينة" نظرها عن فنجان القهوة وحدق به بهو لتراه يبتسم بسمة خبيثة قرأتها بوضوح فى عينيها وخصيصًا عندما أشار لها بشرب القهوة فقالت بجدية:-
-وضح أن مساعدي موصلكش عادتي

نظر "بكر" إلى "متولي" بهدوء فتنحنح "متولي" بحرج بينما يقف جوار "زينة" ويخفي أمامها علاقة قرابته بـ "بكر" ولا يعلم أنها تعرف بها ثم قال برسمية:-
-أنسة زينة مبتشربش ولا بتأكل فى لقاءاتها غير لما تتفق

وختامهم مَسك لنور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن