فصل ١٩

4.7K 216 18
                                    

#وختامهم_مَسك 
الفصــــــــــل التاسع عشر  ( 19 )
بعنــــــوان " طـــلاق "

أنهت "مسك" جراحتها ليلًا وصعدت إلى سطح المستشفي وجلست به وحيدة تحت ضوء القمر البدري الذي ينير السماء، تستمع بهذا النسيم البارد وتتنفس بأريحية بعد يومها الطويل فى العمل، مددت جسدها على المقعد الخشبية الطويل ووضعت يدها على بطنها ثم وذراعها الأخر أسفل رأسها حتى قطع هدوءها صوته الرجولي يقول:-
-مش هتروحي

أعتدلت فى جلستها لتراه واقفًا خلفها بزى المرضي وذراعه المكسور، سألته بحيرة من سبب وجوده هنا قائلة:-
-أنت بتعمل أيه هنا؟

جلس جوارها بعفوية ثم قال:-
-من الصبح بسأل عليكي قالولي فى العمليات، أنتِ أزاى تسيبي جوزك متشلفط كدة ومتسأليش عليه

جزت على أسنانها بأغتياظ من كلمته ثم قالت بخنق:-
-أيه جوزك دى؟ لسه فى ستة سبعة فى المستشفي ميعرفهوش روح قولهم

أدار رأسه إليها بأندهاش ثم قال:-
-أيه دا؟ أنتِ بتستعري مني ولا أيه؟

لم تجيب عليه ثم نظرت للأمام بتعب ووضعت يدها على عنقها بألم لبرهةٍ من الوقت ثم قالت:-
-لا أزاى!!

نظر إلى يدها التى تدلك عنقها بلطف من التعب فربت بيده على كتفه لتنظر "مسك" عليه مع صوت ربته ليشير لها بأن تتكأ على كتفه وقال:-
-أعتبريها مخدة

نظرت مُطولًا إلى كتفه بحيرة من تصرفه ثم عادت بنظرها غلى الأمام، جذبها "تيام" نحوه بقوة لترتطم بصدره بالأكراه وجذب رأسها إلى كتفه، حاولت الإبعاد عنه لكنه تحدث بلطف قائلًا:-
-خليكي يا مسك

هدأت من روعتها قليلًا وسكنت بين ذراعه بهدوء ثم أغمضت عينيها مُستسلمة لتعب جسدها المُنهكة، تبسم "تيام" على هدوءها وهذه الفتاة الشرسة أصبحت أكثر هدوءًا الآن، كانت تفكر بأختها "غزل" ومتى ستعود للحياة، كلما ذهبت إليها وجدتها كما هى لم تتقدم حالتها للأمام، ما زالت عالقة بين الحياة والموت كحرف الواو تمامًا بينهما، روحها لا تقوى على البقاء ولا على المغادرة، لا تعلم متى ستتمكن من رؤية بسمة أختها من جديد؟ أم ستذوق ألم الفراق مرة أخرى بسبب كذبة أبيها؟، تسللت دمعة من عينيها المُغمضتين من الخوف أن يتحول الأمل للألم رغم كونهما يحملان نفس الحروف الثلاثة لكن ترتيبهم يفرق كثيرًا أحدهما يحيي القلب والأخر يقتله، نظر "تيام" إلي الأسفل نحو وجهها بعد أن سمعها تئن بصمت كأنها تخشي أن تدمر قوتها وشرستها المعتادة بلحظة ضعف وألم، مسك ذقنها بأنامله ليرفع رأسها إليه بأندهاش وفتحت "مسك" عينيها عندما لمسها بأنامله وتقابلت عيونهما  معًا، سألها بقلق:-
-أنتِ كويسة؟

حدقت به بنظرات طويلة صامتة لبرهةٍ من الوقت ثم قالت بنبرة جافة:-
-أنت قلقان عليا؟!!

تنحنح "تيام" بحرج من كلمتها وقال بلطف:-
-أكيد مش مراتي...

وختامهم مَسك لنور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن