فصل ١٨

5.1K 233 15
                                        

#وختامهم_مَسك 
الفصــــــــــل الثــامن عشر  ( 18 )
بعنــــــوان " قلب مرتجف "

وقفت "مسك" تختبيء فى الشرفة بعيدًا عنه وهى تتحدث فى الهاتف مع "ورد" بتذمر شديد من عودة "تيام" وقالت وعينيها تحدق بالداخل لتتأكد بأنه لن يستمع إليها:-
-يا الله يا ورد، كان لازم تقوليلي أنه جاي وكمان زاد عليا ماما اللى سافرت البلد دى تحضر فرح قرايبها كان ناقصني أنا

تبسمت "ورد" بعفوية على زمجرتها ثم قالت بلطف:-
-هههههه يعنى القدر بيساعده، طب والله حرام أنتِ مفترية وبتستقوي على الراجل

رفعت "مسك" حاجبها ونظرت فى الشارع بضيق من حديث "ورد" ثم قالت:-
-والله وطلعت أنا اللى ظالمة فى الموضوع، شوف مين اللى بيدافع عن تيام، زين لو سمعك دلوقت هيرجع فى عرض جوازه

ضحكت "ورد" بعفوية أكثر ثم قالت بلطف:-
-يستاهل أدافع عنه الراجل أتغير

أتكأت "مسك" بذراعها الأخر على درابزين الشرفة ثم قالت بجدية:-
-أنتِ ليه محسسني أنه اتغير عشاني، تيام اتغير عشان مستقبله وورثه ودي حاجة كلنا عارفينها

جلست "ورد" على المقعد الخشبي أمام البحر وقالت بلطف:-
-ماشي أتغير عشان الورث والورث برضو اللى خلاه يلبس دبلة ويمشي يقول للكل أنه متجوز، أنا عن نفسي لو سالتني هقولك أن تيام بدأ يحبك أه ممكن ميكنش الحب الكبير اللى فى خيالك لكن فى حُب لكي جواه ودا اللى خلاه مرعوب عليكي، أنتِ مبتشوفيش نظرة الخوف لما بيحصلك حاجة والله لو شوفتي خوفه عليكي يا مسك لتحبيه من نظرة خوفه بس

تأففت "مسك" بحيرة؛ مدركة أن قلبها بدأ يرتجف له لكنها لم تنسي نهائيًا كلمته الاولي لها فقال بأرتباك:-
-تيام مستحيل يحبنى يا ورد، الخوف دا مجرد تمثيل يا ورد

أقترب "تيام" من الشرفة ويحمل فى يديه الأثنين كوبايين من النسكافيه إليهما لكنه توقف خارج الشرفة عندما سمع جملته وظل يسترق السمع لها حينما تابعت بحزم:-
-لا يا ورد، تيام بيعمل كل دا وبيمثل عليا عشان أوافقه وينفذه وعده ليا أنى أكون واحدة أخرتها أوضة نومه وأنا مستحيل أكون بالرخص دا ... وعشان كدة أقفلي على الموضوع دا لأن بمجرد ما هتم السنة أنا هبعد عنه لأني مش زى أى واحدة عرفاها ومستحيل أخليه يكسب الرهان دا قصادي

ألتف "تيام" ودلف للمطبخ مسرعًا، سكب الكوبايين فى الحوض ووقف شاردًا فى كلماتها، لا يعلم ماذا يفعل حتى تصدق بأنه يكن لها المشاعر، لم يمثل خوفه عليها بل أوشك قلبه على التوقف عن النبض فور رؤيتها تصارع الموت، يشعر بوخزات قلبه وغصات قوية تمزقه من الداخل بسبب لسانه الذي جعل بكلماته حاجزًا بينهما ولن يستطيع هدمه نهائيًا بسبب قوة "مسك" فهى ليس كأى امرأة لن تخضع لمشاعرها ما دام عقلها متمردًا علي مشاعرها، أتاه صوتها وهى تقف على باب المطبخ مُتكئة كتفها الأيسر على الحائط وتقول:-
-كل دا بتعمل كوباية نسكافيه

وختامهم مَسك لنور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن