Part_2

327 57 65
                                    

"أُولى همساِت قلبي كَانت لكَ"

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

لم تبقي لثانيةٍ أُخرى، ركضت بسرعةٍٍ نحو الداخل، أرادت لو تطوي الأرض تحت قدميها في غمضة عين لتصل ،إلي أبيها، لكنها لم تكن تعلم أنها بعبورها لبوابات هذا القصر سيختل توازن عالمها، وستواجه أشياء لم تكن تتصور مواجهتها من قبل.

حتى وإن كانت تعلم، فلا مفر من مواجهةِ مصيرها، وهاهي تفتح أبواب القصر لتمضي نحو الملك الذي تربع على أحد المقاعد، لتقف أمامه بلباسها المبتل إثر المطر.

مرت دقيقة تل،و الأخرى، تنتظر من الملك أن ينظر إليها أو يوجه لها الحديث، فقد كان أحد قوانين المملكة أو من قوانين احترام الملك ألا يبدأوا الحديث إليه حتى يأذن لهم ،وهذا ما حدث عندما رفع ناظريه إليها ليسألها:

_ إذاً أنتِ ابنة تشارل، ماذا تريدين إذن؟

أصاب إيفالين التوتر للحظات، فهي لا تتحدث مع أي أحد، إنه الملك بذاته.

حاولت أن تتمالك نفسها لتتحدث بهدوء:

_ نعم سموك، أنا ابنته، أردت رؤيته والإطمئنان عليه، فليس من عادة أبي الغياب عن البيت ،فهل تسمح لنا بالمغادرة من فضلك؟

_ حسنًا، لقد أمرت ببقائه في القصر حتى يشفى، سيكون هذا أفضل ليستطيع مباشرة عمله، ألا تعتقدين ذلك؟

أصابتها الصدمة، هل يريد من أبيها أن يبقى ليخدم في القصر وهو مريض؟ هذا جنون! .

تبعثرت أفكارها محاولةً إيجاد حل سريع حتى تستطيع إنقاذ أبيها المريض من هذه الورطة.

الدقائق تجري، وهي خائفة أن تغادر خالية الوفاض.

_سيدي الملك، وجود أبي لن يكون إلا عائقًا هنا، لن تستفيد منه بشيء ما دام مريضًا.

_أيتها الآنسة، إن كنتِ مصرة يمكنكِ أخذ والدك، لكن إحرصي على عدم عودته إلي هنا.

ألجمت الصدمة فمها،فإن ترك والدها العمل، من أين سيعيشون؟ هم يعتمدون على دخلهم من القصر.

_ماذا تعني يا مولاي؟

زفر الملك بضيق فهو لا يملك صبرًا لتلك الأمور التافهة، ليجيبها:

_أي يمكنكِ أخذه، لكن لا يوجد عمل له هنا في الـ...

قبل أن يُتم كلماته، أتاه صوتها مقاطعًا له:

_سأعمل عوضًا عنه!

نظر إليها الملك بنظرات تعجب ولم يستوعب ما قالته، لتجيبه بثقةٍٍ وتفاخر:

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن