part_17

86 10 39
                                    

"حبيسٌ بين جفون عينيكِ و الاهداب"
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

منذ أن خُلقت الأرض ،والشمس والقمر حرم عليهما التلاقي، وحالهما كان حال الأمير ،ومحبوبته التي فارقت عينيه لعام كامل.

هو عاشق ضاع بين البلاد يبحث عن جُناة الماضي الذين مزقوا حياته لأشلاء، والآن كل ما يبصره هو الانتقام.

أخذ الأمير يتأمل الغروب من شرفة غرفته، وبسمة سيدة البحر لا تفارق ذهنه.

فمنذ أن افترق عنها، طيفها لا يفارقه، ففي صحوه تمر في ذاكرته كل لقاء جمع بينهما، وفي نومه تقتحم راحته بهيئتها الباكية حين رحيلها.

_لماذا كلما وجدت سعادتي أفقدها، وكلما أردت الحياة جذبني الموت إليه؟ متى ستنتهي آلام روحي؟ هل من خلاص؟.

نبس بخفوت، يحدث ذاته المتعبة، لعله يجد الجواب، ولأول مرة يجد من يُجب أسئلتهُ المبعثرة.

_خلاصك حين تُرد الحقوق يا سمو الأمير.

أومأ برأسه لرفيقه الذي ما فارقه خلال ذاك العام، ليحادثه بما يخالج فؤاده.

_أعلم أن خلاصي من الموت بموتهم، لكن ماذا عن خلاص قلبي؟ مهما حاولت، لا أستطيع طرد حبها من قلبي، إنه كزهرةٍ نبت الشوك من حولها، فإن حاولت نزعه، متُّ قتيلاً.

ربت جيمين على كتف ابن عمه، وقلبه ينبض بالأسى عليه، فما بيده أي حيلة لإيقاف ألمه.

_أنا أدرك ما تمر به، وأدرك كيف تشعر، وكم يتمزق فؤادك، لكن هل ستدع الحب ينال منك ويُحدك عن مرادك؟ ألا تريد رؤية أجسادهم تُحرق كما أحرقوا أحبتك أحياء؟.

ضغط جيمين بكفيه على ذراع صديقه، يذكره بمراده وبواقعه المرير، وكل إنش من جسده يحترق ألماً ورغبة بالانتقام.

أغمض عينيه بينما يتنفس بعمق، فتلك الذكريات التي تلاها جيمين على مسامعه كاللعنة التي تأبى فراقه ، صديقه محق، لن تنتهي إلا بموتهم.

جمع شتات نفسه، ليفتح عينيه وينظر إلى صديقه بنظرة حادة دبت الرعب في أوصاله، فبنظراته تلك قد تحول إلى شخص آخر، فهو ليس تايهونغ المعتاد، فهو قد ترك العنان لشيطانه ليقود اللحظات القادمة من خطته.

_الليلة ستسقط أولى الرؤوس يا رفيق، وسنعلم من يقود تلك المؤامرة، سنترقى من الذيل حتى الرأس.

كلمته كانت واضحة، هو قرر أن تتلطخ يداه بالدم، فلا يوجد هناك فارق، ما دام والده يحوم حوله يودّ قتله في كل الأحوال. 

هو أصبح لا يرى سوى الانتقام، ولون الدماء يرقّى لعينيه بمثالية مغريًا إياها لسفكه حتى يشفي غليله برأس سيد المؤامرة، وبعده فلتلعن روحه في الجحيم، إن كانت هذه هي النهاية، فهو لم يعد يهتم.

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن