part_14

76 11 23
                                    

"رحلت وتركت في يمينك قلبي"
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

ترجعت للخلف بخطواتٍ، فزعة... هل سيؤذيها؟ هل سيجبرها على البقاء؟ هل سينتزع آخر أمان شعرت به تجاه أحد؟ هل هو أيضاً سيلطخ علاقتهما بذاك اللون الأسود كما فعل والدها، وكما فعل جونغكوك؟ هي لن تتحمل هذا منه. 

ربما قد صمدت أمامهم، لكن هو أصبح  الأمل الوحيد بين هذه الظلمة. 

فهل ستفقده أيضاً بذات الطريقة؟

مع كل خطوة كانت تتراجع بها، كان هو يقترب منها حتى أصبح لا يفصلهما سوى سنتيمترات قليلة.

نظر إلى عينيها بعمق، كما لو أن نظراته كانت تخترقها، ولم يخفى عنها ما تحمله عيناه من نظرات، فهي تدرك عتاب عينيه لروحها ،فكيف هو لا يدرك مدى احتراق قلبها لنطقها بتلك الكلمات؟

أغمضت عينيها للحظات، تريد أن تهرب من نظراته التي تمزقها، لكن لا مفر، فها هي عاودت فتحهما لتصطدم بعيونه التي غطتها طبقة زجاجية تهدد بإنهمار دموعه من جديد، لكنه تجاهلها تمامًا وهمس بجمود أمام وجهها:

_إياكِ والعودة، إيفالين، إياكِ أن تُظهرِ وجهكِ أمامي مرة أخرى.

ألقى كلماته بمرارة وخيبة ،لقد شعر بالخيانة، رغم أنها لم تهمس بكلمات العشق له كما فعل، لكن لامساته، نظراته، التقاء عينيهما في كل مرة، كل هذه الأشياء جعلته يشعر بمدى حبها له، فلماذا كذبت وأخفته؟ لماذا قررت الرحيل دون أن تلتفت إلى حال قلبه؟ ألم تدرك كم هو بحاجة إليها؟ ألم تدرك ما يشعر به كل ليلة، وتلك الكوابيس التي تلاحقه على الدوام؟

"كان عليكِ تركي للموت إن كنتِ سترحلين."

حادث بتلك الكلمات محبوبته التي رأى أنها قد غادرت بالفعل، وتركت قلبه ضائعًا دونها.

بينما هي أخذت فراسها وسلمته لمن يقود العربة المتجهة إلى الأرض التي ستحملها إليها، ولن يكون هناك أي شخص تعرفه سوى ذاك الطبيب الذي إستقر أمامها في تلك العربة.

لم تكن في مزاج جيد للحديث، أو ربما لم يكن عقلها واعيًا بالكامل ، فجزءٌ منه قد تركته بين أكف الأمير عندما غادرت.

الكثير من الأفكار تراصت في ذهنها ،وهي تتابع أشعة الشمس التي أشرقت بالكامل منذ قليل، وقد إخترقت السُحب مكونةً لوحة فريدة من نوعها، لينتشلها من شرودها صوت الطبيب وهو يحادثها بخفوت:

_آنستي، هل أنتِ بخير؟.

_هاه.. أجل، أنا بخير. لا تقلق.

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن