Part_8

164 19 23
                                    

"أحتار ما بين قُربك والإبتعاد لكن في النهاية اريدك "

━━━━⊰✾⊱━━━━

ارتفعت جفونه للأعلى كاشفةً عن بندقيتيه التي أرهقهما الزمان ببشاعته، عدا سيدة البحر التي حطّت رحالها بجانبه. 

هي الوحيدة التي جعلته يرى الجمال من جديد، لكنّه هو من سلَبَها الراحة رغم ما فعلته لأجله.

حاول أن يتحرّك من مضجعه ليتفاجأ بأنامله وقد تشابكت مع أنامل الصغيرة. 

مرّر إبهامه على يديها برفق، والعبرات متجمّعة بين مقلتيه.

_أعتذر يا ملكتي وملاكِ، أعتذر، وإن اعتذرتُ آلاف المرات لن يشفع لي أبدًا.

دموع بندقيتيه لم تتوقف، فكيف لا وقد آذى أكثر شخصٍ اهتم لأمره دون مقابل؟ حتى رغم ما مرت به، ما زالت بجانبه. 

وأخيرًا، بعد ما فعلته لأجله، أدرك أن صاحبة البحر الفاتنة تملّكت فؤاده بشدة.

لكن هل سيستطيع أن يكسر حواجز الماضي أم سيظل عالقًا به إلى الأبد؟

بعد لحظات، استيقظت إيفالين، وأول ما أبصرته عيناها هي و عبراته المتساقطة ووجهه الشاحب المتعب وبندقيتيه التي تُربكها بشدة.

خفضت أبصرها عنه سريعًا، محاولةً النهوض، لكنّ أنامله المتشابكة بخصّتها منعتها من ذلك، ليأتيها صوته المتعب سائلًا:

_لما؟

أغمضت عينيها، تحاول التماسك، فها هو يعيد سؤاله الذي لا تملك له إجابة، ولما هي، وأيّ جواب قد يكون لها؟

_لا أملك جوابًا لسؤالك، سموك، لكن في النهاية، فعلتُ!

هربت العبارات من عينيها بينما تحاول كتم شهقاتها، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، لتجهش بالبكاء بكل ما أوتيت من قوة. 

كل هذا كان متوقعًا بالنسبة له، لكن ما لم يتوقعه حديثها الذي فاجأه كثيرًا.

_لما يريدون قتلك؟ ماذا فعلت ليحكم عليك بالموت؟ وإن كنت مذنبًا، أليس الأحق معرفة الذنب قبل العقاب؟

مشاعر مختلطة خالجت صدره، أمجنونةٌ هي أم تتدعى الغباء؟ هل تبكي شفقةً عليه بينما هي كانت في قلب الجحيم ليلة أمس؟

_ارحلي من هنا.

نطق بهدوء بين صوت شهقاتها للتوقف، وهي تنظر إليه.

_ماذا؟

سؤالها جعل جنونه يزداد أضعاف مما هو عليه ليصرخ بها:

_ارحلي ولا تعودي! لا أريد رؤية وجهك! لما لا تستمعين؟!

نهضت في ذعر من صراخه، لتغادر الغرفة وتتركه وحيدًا، بينما هو فور أن أغلق باب غرفته، انهار يعاني بسبب عدم انتظام تنفسه، وألم صدره الذي بات أقوى مما كان عليه.

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن