Part_9

157 20 12
                                    

"كنجمةٌ أنا وهي البحر"

━━━━⊰✾⊱━━━━

تفاجأ ذو البنيتين من فعلتها، لكن قلبه اطمئن لقربها  بل لطالما فعل، فلم تكن تلك الأولى ولن تكون الأخيرة بالنسبة له.

فبهدوء، ضمها إلى صدره، وقد حاوطها بذراعيه، ودفن رأسه بين خصلات شعرها الفحمية. 

ارتجفت مقلتاه، تذرف الدمع بصمت على حاله فلا هو يريدها أن تقترب منه، ولا يملك القدرة على الابتعاد عنها. لكن هناك ما هو متيقن منه، أنه في جميع الحالات يريده معه ،وقد جعل من قلبه مسكناً لها دون أن تدرك سيدة البحر بحال ذو البنيتين.

كلاهما ببطء انجرف مع مشاعره دون أن يدركا أن هناك من كان يراقب من بعيد، وقد اشتعل الغضب في أوصاله.

 فبنظره، لا يمكن لزمردته أن تكون ملكاً لغيره.

رحل سيد الظلام وتركهم لأجلٍ ليس ببعيد، غافلاً عن أن من يترك العصفور دون قفصه فسيحلق بعيداً دون رجعة.

وبعد جولة طويلة من بكاء كليهما، بدأ صوت النحيب يهدأ شيئاً فشيئاً حتى اختفى.

عندما هدأت، ابتعد عنها قليلاً ، نظر إلى وجهها هي جميلة وفاتنة كثيراً حتى عندما تبكي ، في أسوأ حالاتها، لا يزال يراها الأجمل. 

مرر أنامله على وجنتيها يمحو دموع عينيها المنهمرة بلطف، بينما أنظارها كانت تغوص بين ملامح وجهه الجذاب.

 بهدوء، كانت لا تزال الدموع عالقة على وجنتيه، رفعت يدها لتمحو دموعه كما يفعل، لكنها تذكرت صراخه، فارتجفت وابتعدت عنه بسرعة وهي تنحني له اعتذاراً عما بدر منها.

_أنا أعتذر يا سموّك، لم أقصد أي سوء!

ردّدتْ لتلتفت إلى جوادها، تنوي الرحيل، لكنّه، قبل أن تتخطّى باقي خطواتها، خذَها من ذراعها نحوَه، لترتمي بصدره العريض برفق.

 رفعتْ أنظارها إليه بسبب فرق الطول بينهما، بينما هو خفضَ أبصاره جميعها لها، لينبس بهدوء:

_هل أصبحتِ تشعرين بالخوف من قربي؟

حبستْ شفتها السفلى بين أسنانها تعنفُها بتوتر، ليجعد الأمير بين حاجبيه ليردف بصوتٍ هامس:

_أخبرتكِ من قبل، لا يروق لي ذلك!

وعوضًا من أن تحبس شفتها بين قواطعها، رأى هو أن يحبسهما بين شفتيه ينهل من حلا مذاقهما كما يشاء، بينما هي فغرت عينيها بصدمة، غير مدركة لما يحدث وكيف انتهى بها الأمر في موقف كهذا، وبعد لحظات، دفعته بخفة ليبتعد عنها دون جهد.

نظر إليها، وكم كان جميلاً لون الحمرة التي كست وجنتيها وتوترها مع خجلها، مشكلاً مزيجًا جعل من قلبه يحلق في الأفق. 

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن