part _15

79 11 14
                                    

"عمري دهورٌ ،ولم اعرف عن الحياة يوماً ، فعلميني كيف تكون "

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

في قصر الأمير، حيث خيم الحزن على جدران قصره، وإتخذ الألم موطنًا من صدره كما فعل مع سيدة البحر، فنوبات حزنهما لا تتوقف بل تستمر، قلوبهما بالإضطراب فاضحةً كل الحزن الذي يحاولان إخفاءه.

ورغم وجوده في شمال المملكة وهي في جنوبها، إلا أنهما كل ليلة يلتقيان بقمرٍ واحد يسطع على أرض عالمهما الموحش.

ذاك القمر الذي يكاد يسقط من السماء من هول ما علم من أحزان كليهما، فرفقًا به ورفقًا بذواتهم المثقلة.

مرت الأيام تباعًا حتى إنقضت عدة أسابيع يصحبها الألم ،والعديد من الجروح التي لا يمكن أن تلتئم قط.

الأمير الذي هجره أكثر البشر الذين أخذوا عمقًا داخل قلبه، وأولهم والدته نهايةً بسيدة البحر العزيزة.

كان جالسًا على أحد المقاعد في شرفته وبمنتهى الهدوء غفى كالمرة السابقة.

لا يدري لما لم يعد قادرًا على الإستيقاظ كلما حزن لفراق حبيبته، لكنه ممتن للنوم الذي يسلبه واقعه ويسافر به حيث طيفه الذي إحتل أحلامه.

وبين تلك الأحلام، حظي بالأجمل، وقد وقفت فتاته تداعب جوادها برقة كعادتها، وهو إستغل إنشغالها ليحاصر خصرها الرقيق في عناق خلفي، حيث إستكانت رأس سيدة البحر على نابضه تستمع لدقاته المتتالية، ويتمنى ولو تدرك كم من الحب يملك لها خلف حصون قلبه، ومخترق تلك الحصون كانت هي.

ولكن تلك اللحظات السعيدة إختفت في طرفة عين عندما آتاه نداءً من الواقع ليعيده حيث الحقيقة، فمحبوبته ليست جواره بل ابتعدت إلى أجل لا يعرفه.

رفع جفونه عن بندقيتيه الناعسة لينظر إلى صاحب النداء الخافت، وقد توسعت عيناه بصدمة.

_جيمين، أهذا أنت؟

كست عيناه طبقة زجاجية تنذر بسقوط أمطار مقلتيه، لكنه لم يكد ينطق بكلمةٍ أُخرى حتى حطت يد جيمين على شفتيه، وسبابة يده الحرة استقرت على شفتيه يخبره أن يلتزم الصمت.

كانت نظراته مذعورة وخائفة كما لو رأى شبحًا، لكن في حقيقة الأمر كان الأمر يتعلق بحياة الأمير.

أمسك جيمين ذراع تايهونغ يسحبه خلفه بخطوات بطيئة حتى خرجا من الغرفة.

_إركض الآن تايهونغ بسرعة!

صرخ بها جيمين بفزع ليركض مع الأمير بأقصى سرعة لدى كليهما، وما هي إلا لحظات وكان كلاً منهما يمتطي جوادًا يتحرك مسرعًا إلى وجهة لا يعلمها سوى ذاك الفتى الذي ظهر فجأة دون سابق إنذار.

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن