part_21

60 6 32
                                    

"لا أريدكم ...اريده هو ..هو الذي من اجله فؤادي قد هوى"
⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

وأنى لما طوى في القلوب أن ينسى؟ وأنى للأمير العاشق أن ينسى بحر عينيها بين سعير عالمه؟

ككل لياليه الحالكة، يجلس ناظرًا للقمر لعله يضئ أيامه القادمة بأمنيات مكتومة لا يعلمها سواه.

شعر بجسد يجلس جواره يتأمل ذات القمر ذو البهاء بعيون لامعة، لكن لا يدري لما شعر داخله بالغيرة. 

هل ربما لأنه يرى فتاته في قمر السماء فيخشى أن يدقق أحد النظر فيجدها كما هو دائمًا يراها؟ أم غيرة على أن ينظر أحد إلى عينيه فيرى انعكاس صورتها بهما؟

_أتفكر ، أهي جميلة لهذا الحد لتراها في قمر السماء؟

تحدث جيمين بخفوت، ينتظر الجواب من العاشق بجانبه، فمنذ أن غادرا القصر، لم يهنا لا براحة ولا حديث، ولم يعلم من تلك التي مولع بها أمير بلاده.

_لا أدري، ءأفكر بها أم أضحت هي فكري؟ وأما عن جمالها، فلا القمر ولا جل ما في الأرض يشبهها.

عيونه اللامعة كانت تفضح مكنونات قلبه بقوة، هي فقط تفيض من نظراته وقلبه وعقله، تفيض فتخبر الجميع أنه عاشقٌ لها، أنه هي الأميرة وهو الذليل لجمال عينيها.

_ وماذا عن كاثرين؟ هل غادر حبها أم أنك تراها بها؟

سأله بهدوء، يدري خطورة سؤاله، فقد شهد تعلق تايهونغ بكاثرين كم حاول ليكونوا معًا، لكن كانت هناك العقبات التي حالت دون لقائهما، وبسؤاله، أراد من صديقه أن يدرك حال قلبه، فلربما ما بداخله ليس سوى وهم للهرب من تعاسته.

_عندما رأيتها، انقلب عالمي وتغيرت ألوانه الباهتة، وأضحى كل شيء بلون عينيها.

نمت ابتسامة خافتة وقد رسمت السلام على وجهه المنهك، ليردف وقد شابك يديه معًا، ينظر إليهما وعيونه تفيض بالحنان.

_معها يتحطم غروري وتنهار حصوني تحت قدميها، أنسى كوني أميرًا وأراها هي مولاتي، آراها في الأخطار منقذتي وسلامي، هي قوتي وضعفي، هي من أعطتني الحياة عندما رغبت بالموت.

دمعت عيناه عندما تذكر كيف ألقت بنفسها بين النيران لأجله، وكيف عندما بغى الموت جعلته في لحظات يتشبث بيد الحياة ليكمل كلماته الناقصة.

_هي ترمم ما دمرته السنوات، تمحو السواد وتفيض ابتسامته بالضياء، بيدها حياة قلبي وبيدها أن تحكم عليه بالفناء.

أغمض عينيه، يذكر آخر لقاء لهما وكيف اختلط انفاسهما وتخللتها الدموع.

_ولقد أصدرت أقصى الأحكام إلى قلبي، لكن لا زلت أرجو منها الوصال.

كان راجيًا ولا يدري أن وصلها قد أتى، فها هي كل ليلة تجول في أنحاء قصره، تراه في كل بقعة وكل زاوية، يطفو حولها بابتسامته التي تذيب فؤادها وتأتي بربيع حياتها طيفه فقط يفعل الأفاعيل به فكيف إن كان هو حاضرًا؟

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن