Part_4

267 45 45
                                    

"كَلِمَاتِ حُبِك كألحَانٍ عُزِفت علي أوتارِ قلبي "

⊱━━━━⊰✾⊱━━━━⊰

حدثت ذاتها، فبالنسبة لها كان لغزاً أرسل الفضول إلى عقلها دون أن تدرك.

هبت نسمة قوية من الهواء، بعثرت أفكارها، عندما شعر جسدها بالبرد.

ضمت ذراعيها بين أكفها، وقد قررت أن تعود أدراجها، لولا ذاك الصوت الذي استوقفها، وجعلها تتجمد في مكانها من الخوف.

"صوته صوتٌ رخيم، ربما يعود لشاب... لكن من ذا الذي سيقف في ساحة شرفتي في وقت كهذا؟ ومتى دلف إليها؟ وماذا؟ زمردتي؟ أنا اتوهم بالتأكيد."

همست بتلك الكلمات داخلها، وقد بدأت السير من جديد نحو الداخل، تريد أن تقنع نفسها أن كل ما مر ليس حقيقيًا.

ليأتيها صوته من جديد.

_لم تأتي لزيارتي لذا لم اطق الفراق، زمردتي... لا تطيلي الغياب.

تلك المرة، لم يكن هناك مجال للشك ، هناك من يقف خلفها بالتأكيد.

تحركت من جديد، لكن تلك المرة بغرض أن ترى ذاك الغريب.

لكن فور أن نظرت باتجاه الشرفة، لم يكن هناك أحد.

إنها فارغة كما تركتها.

انهارت قوتها، فما حدث لم يكن سهل الاستيعاب.

"إذن، ماذا؟ هل كان شبحًا؟ أم أنني من تتخيل هذا؟ لم كل شيءٍ حولي غير منطقي هذه الأيام؟"

اقتربت من الشرفة بخطواتٍ مترددة، لتغلقها بإحكام، بينما دقات قلبها كطبول الحرب.

تراجعت بخطواتٍ حذرة نحو فراشها، لتزلق تحت الغطاء ببطء.

أرادت أن تنهي ذاك اليوم المخيف بأسرع ما يمكن.

ʚɞ

تناغمت حركة الستائر مع نسمات الرياح الباردة التي تأتي من شرفة القصر العملاقة المطلة من الداخل على فراش صاحب العيون البنية، وقد استلقى عليه يتأمل السقف في شرود.

حاول كثيرًا النوم، لكن كلما أغمض عينيه، استقر أمامه بحر عينيها الهائج، ليعصف بدواخله.

"تباً لكبريائي، تباً له... هل كانت سأفقد جزءًا مني إن التفت واشبعت فضولي حينها؟ إن كنت ابصرت ما يغرقني الآن، ما كنت وافقت على أن تكون جواري... أنا مجبر على رؤيتها كل يوم، أخشى أن أفقد ذاتي على هذا النحو."

نهض من فراشه بضجر، ليلتقط قميصه الأبيض الفضفاض من على الأرض، واضعاً ذراعه اليمنى في أحد أكمامه، ثم تليها اليسرى.

لمن انتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن