(18) تلاقي

1.7K 150 135
                                    

صلوا عليه وسلموا تسليما..

متنسوش الفوت قبل القراءة عشان بيتنسي 💔

كل سنة وانتم طيبين يا حبايب قلبي 😍

_________________________________

قارب الوقت على منتصف الليل ليقطع الهدوء والصمت طرقات ضعيفة مترددة، خرجت سلمى من غرفتها بعد أن وضعت حجابها، وفي داخلها تشعر بالقلق من القادم، فمن له أن يأتي في هذه الساعة المتأخرة، لا أحد يطرق بابهم في هذه الأوقات منذ زمن..
توجهت نحو الباب ومن خلفها أمها تدعو الله بقلق أن يأتي بعواقب حميدة..

ـ مين؟
قالتها سلمى من خلف الباب بتوجس دون أن تفتح، حتى أتاها صوت انثوي واهن يقول على استحياء:
- أنا..

لم تستطع سلمي تميز صاحبة الصوت لكنها اطمأنت بشكل كبير حين علمت إنها امرأة، ففتحت الباب بحرص، لتصطدم رويتها بآخر وجه تتوقع رؤيته..
رددت مبهوتة بدهشة:
- حورية!!!

ـ أنا آسفة إني جيت من غير معاد في وقت زي دا..

تصلبت نظرات سلمى عليها للحظات تطالعها بدهشة، فهي آخر شخص بالكون يمكنها توقع مجيئه، كما أن هيأتها تبدو غريبة وغير مرتبة وملامح وجهها مجهدة بشكل غير طبيعي وكأنها خارجة من صراع لتوها..
ظلت هكذا للحظات قبل أن تقول بوجوم وهي تفسح الطريق أمامها..
- أدخلي يا حورية.

دخلت بأرجل متخاذلة تمشت خطوتين وتوقفت حين وقعت عيناها على الأم التي تطالعها قاطبة باستغراب، لكن سرعان ما أغلقت سلمى الباب وتقدمت من خلفها لتقول بغرض طمئنة والدتها وهي تقدمها لها:
- دي حورية يا ماما، زميلتي من أيام الكلية..

ابتسمت المرأة بعد أن هزت رأسها متفهمة، ثم دعتها بترحيب..
- اتفضلي يا بنتي.. اتفضلي.

تسلل الارتياح قليلًا لصدرها حتى ولو كانت نبضات قلبها لا تزال مضطربة وغير منتظمة من فرط التوتر والاحراج..
جلسوا جميعًا وكل منهما ينظر للآخر وتدور العديد من الأسئلة داخل الأذهان لكن لا تخرج، حتى حمحمت حورية لتكسر ذلك الصمت ..
- أنا.. أنا عندي مشكلة يا سلمى وحقيقي مش لاقية حتى اروحها ومتبهدلة من الصبح...

قطبت سلمى باستغراب بينما سألت أمها بقلب وجل:
ـ يا ساتر يارب.. فيه إيه يا بنتي مالك؟

ـ أنا أتطلقت، أدهم طلقني يا سلمي ورماني في الشارع، هددني وبهدلني وخد كل اللي معايا ومضاني عقود بيع على كل حاجة كنت بمتلكها..
أجهشت بالبكاء ثم أردفت بنبرة مختنقة:
ـ وبعدين رماني في الشارع بالهدوم اللي عليا..

ـ معقول أدهم يعمل كدا؟!
هكذا عقبت بسرعة وبملامح مرتابة، فسارعت حورية لتقول بتأكيد وبنبرة تقريرية:
- وأكتر بكتير من اللي ممكن تتصوريه، أنا أعرف عنه حاجات تاية ألعن بس مش هقدر أقولها عشان لا اتأذي ولا اللي أحكيله يتأذي.. أنتي متعرفيش ممكن يعمل إيه

شلّة آداب «سفير القتل» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن