أخذ أدهم زوجته في سلام بعد التحقيق وانطلقوا عائدين إلى البيت، وكل منهما ما بداخله يختلف عن الآخر، فأدهم كان أكثر ارتياحًا واستقرار، ويشعر بانتهاء الأمر ولا يعطيه حجمًا أكبر من ذلك، بينما كانت حورية في قمة قلقها، وتشعر بأن الأمر لم ينتهي بعد، فزوجها مرتبط ارتباطًا مباشرًا بكل هذه الجرائم حتى ولو كان سليم المشتبه به الأول من بين الجميع، فلو كان سليم هو من فعلها بحق فربما ينتظر زوجها الغافل كثير من المفاجآت الأيام القادمة لتضييق الخناق حول رقبته أكثر وأكثر في حين إنه عاجلا ام آجلا سينتفي الاتهام عن سليم، فبالتأكيد هو رتب لكل ما يؤمن به نفسه..كان عقلها لا يتوقف عن التفكير للحظة، وتستشعر الخطر حول حياتهما، فمنذ فترة وقد بدأت بتغير أدهم معها والذي تتأكد أن من يقف خلف ذلك هو حمزة أو ربما امرأة أخرى في حياته، لكنها منذ فترة طويلة لا تعرف للراحة طريقًا وخاصة بعد أن فقدت الجنين الثاني في أحشائها بعد الكثير من الأدوية وعمليات الحقن المجهري، فقد بدأت تنقطع بالفعل كل الأواصر التي تربطه بها وتشعر بقرب تحرره من بين يديها..
وفي خضم هذه الأفكار وبينما يسير أدهم على سرعتة متوسطة والمعتادة استدارت قليلا تطالعه وتددق النظر فيه وفي كل حركات جسده، منذ متى وكان بهذه القسوة؟! منذ متى استطاع ان ينسى كل ما قدمته من أجله وبات يراها كالساحرة الشريرة والتي تطبق على أنفاسه؟!!!
ظلت هذه التساؤلات والأفكار تراودها، وظلت تطالعه بين الفنية والأخرى بنظرات عتاب ولوم، حتى وصلوا إلى منزلهم..دخل أدهم الشقة وخلع سترته وألقاها بعدم اكتراث، فحملتها حورية من فوق المقعد وتوجهت بها للداخل لتقوم بوضعها في مكانها الصحيح.. ثم خرجت له، وجدته احتل أحد المقاعد ويمسك بهاتفه ويبدو أنه يراسل شخصًا ما باهتمام..
ـ كنت بايت فين إمبارح يا أدهم؟!
هكذا قطعت عليه جلسته، ووقفت أمامه بتحدٍ واضعة أحد ذرعيها بخصرها، تنتظر جوابه بصير نافززفر بوضوح، ثم قال بعدم اكتراث:
ـ ما قولتلك..ـ أنت فاكرني عبيطة ولا مختومة على قفايا؟!
نفخ بضجر ثم قام بعد أن ألقى بهاتفه في غيظ، ثم هتف بجنون:
- هو أحنا مش كنا اتفقنا على الطلاق بقا؟!- اتفقنا!! وطلاق؟!
نطقت بها بنبرة مبهوتة.ـ اه اتفقنا، قولتلك هنتطلق وأديكي اللي أنتي عايزاه وأنتي قولتي ماشي، مش فاهم بيات إيه بقا اللي بتدوري عليه دلوقتي؟
عقدت الصدمة لسانها للحظات قبل أن تسأله بنبرة خافتة:
- أدهم هو أنت بتتكلم بجد؟! أنت عايزنا نتطلق فعلا؟!- اه يا حورية، قولتلك خلاص مبقتش قادر اتحمل العيشة دي، أعصابي تعبت وخلاص قربت اتجنن، حاسس إن فيه طوق على رقبتي بيخنقني كل يوم عن اليوم اللي قبله..
أنت تقرأ
شلّة آداب «سفير القتل»
Mystery / Thrillerأصدقاء الأمس هم أعداء اليوم.. كاتبان؛ أحدهما نجم لامع ومشهور والآخر مغمور كئيب، صراع لا ينتهي وخطيئة من الماضي لا تغتفر، وسلسلة من الجرائم يتورط بها كلاهما على الرغم من عدم اتفاقهما على شيء منذ أمد.. جميع أصابع الاتهام تحوم فقط حول أفراد شلّة كلية...