(2) سفير القتْل

2K 210 126
                                    


يارت نضغط على النجمة ونحط التصويت قبل القراءة عشان بيتنسي والله وعشان مزعلش 😔

صلوا على الحبيب ♥

____________________________

استيقظ في الصباح كعادته، نهض بصدر ضيق ونظرة سائمة لكل ما يحيطه، فعلى الرغم من نجمه الامع ونجاحه الذي لم يضاهيه نجاح من قبل لكنه لم يكن سعيدًا أو يشعر بأي استقرار، لا يحب حياته، لا يحب اللعينة زوجته ولا يحب حتى بيته وكل شبر فيه وهو الذي يذكره دومًا إنها المتحكمة الأولى والأخيرة في كل شيء بحياته العبثية.

توجّه لغرفة الطعام لتناول الفطور، اصطدم بها تضع الأطباق في صمت كئيب وحين انتهت وضعت بعض الجرائد على المائدة بجانب طبقه الرئيسي، تمشى بخطوات متثاقلة نحو مقعده لكنه تفاجئ بها تغادر الغرفة ولا تجلس معه تقاسمه الطعام كما هو معتاد، فدبّ الارتياح داخل نفسه وجلس بهدوء وبدأ في تناول طعامه، لكن لم يكتمل الارتياح كثيرًا، وذلك حين توقفت بعض اللقيمات في حلقه حين وقعت عيناه على العنوان الذي يتصدر الجريدة التي وضعتها زوجته على قمة الجرائد.

ترك قطعة الخبز التي كانت بيده ثم مسحها ومسح فمه بمحرمة كانت تقبع بجانبه، وحين انتهى ألتقط الجريدة ببعض الغضب، ومن جديد يقرأ العنوان المستفز بعينيه دون أن تتحرك شفتاه..

إلى متى ستظل عملية السطو الفكري والأدبي بقيادة الكاتب المبجل أدهم مختار؟!! لقد سئمنا.

اشتعل صدره وهو يمرر بصره على باقي المقال يفترس سطوره افتراسًا حتى وصل لنهايته ليجده مزيل باسمها، اسمها هي دون سواها.
بقلم/ سلمى مرزوق..

فها هي زوجته الخبيثة تحضر له الطعام كي تضرب المثل للزوجة الصالحة التي تعاني مع الزوج الطالح الظالم وتقوم على خدمته دون أن تتأثر بتصرفاته الجاحدة وكأنها تعامل الله فقط، لكنها بالطبع لم تنس وضع القليل من السموم فوق المائدة و التي بإمكانها أن توقف ذلك الطعام في حلقه، وكأنها تضيف بعض البهرات بحب وتفاني، لتضاعف استمتاعه بطعامه الملغم..

ألقى بالجريدة بعنف وهو ينهض معلنًا انهاء ذلك الفطور المسموم مغمغما بتوعد وغضب مكتوم:
ـ ماشي يا أم عيون نحاسي..وحياة أمي لأوريكي.

نزل من عقاره الراقي كعادته تغطي عيناه نظارة سوداء قاتمة، يرتديها فقط ليؤكد على هالة غموض وهمية صنعها حول نفسه وليس لسبب حقيقي ملموس، أستقل سيارته بوجه عابس قاصدًا هذه الجريدة والأوغاد الذين يعملون بها..

وصل لذلك المبنى القديم في غضون عشرين دقيقة، اقتحمه بخطوات واثقة واستخدم مصعده الكئيب المتهالك كي يصله للطابع الرابع..
وحين وصل حاول رسم الهدوء والثقة على ملامحه الوديعه ورسم بإتقان شبح ابتسامة محببة يفضِّل توزيعها على الجميع كي ينال القبول منهم ومن أول وهلة دون حتى أن تتفوه شفتاه، وهو ضليع للغاية في هذه السلوكيات..
لم ينتظر أي توجيه من الأشخاص الذي يعج بهم المكان، بل كان وكأنه مكانه الذي قصده مرارًا من قبل لنفس السبب في كل مرة، دخل غرفة بعينها بعد أن طرق بابها بطريقة ذوقية لم يرها أي من بداخل الغرفة منذ زمن، ثم تقدم بتؤده ناحية مكتب معين تنهمك من تجلس خلفه بكاتبة شيء لعين، وللحظة توقع إنها ربما تكون منشغله إلى هذا الحد كي تحضِّر للمقال الجديد الذي ستكمل مهاجمته فيه..

شلّة آداب «سفير القتل» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن